بدأت اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أمس اجتماعاً مغلقاً يستمر حتى الخميس، بهدف إقرار الخطوط العريضة لتوجهات البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة، في وقت يشهد فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤاً واضحاً. ويتباحث الأعضاء ال 375 في اللجنة المركزية، الذين يشكلون نواة السلطة في البلاد، خلال اجتماعهم في الخطة الخمسية الثالثة عشرة (2016 - 2020) التي تعتبر «خريطة طريق» ستسلكها الصين الشيوعية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ويتعين على الحزب الشيوعي الصيني الذي يكتسب شرعيته من تحقيق نمو أدى إلى إخراج مئات ملايين الصينيين من الفقر، أن يبحث خلال هذا الاجتماع عن حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة التي تثير مخاوف لدى المستثمرين القلقين. وأتت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة - إجمالي الناتج المحلي، التجارة الخارجية، النشاط الصناعي - لتثير «اهتماماً متزايداً لدى المراقبين سواء داخل الصين أم خارجها» وفق وكالة «شينخوا». كذلك فإن سياسة الحد من الولادات التي سبق وأن خففت في نهاية 2013، قد يجري تليينها مجدداً بعدما دعا خبراء في العديد من الوكالات الحكومية إلى السماح لكل زوجين صينيين بإنجاب طفلين بدلاً من طفل واحد، وذلك بهدف الحد من شيخوخة السكان وسد الفجوة الكبيرة والمقلقة في التوازن بين الجنسين (116 ذكراً لكل 110 إناث). وعلى جدول أعمال الاجتماع أيضاً، ملف التلوث الذي يرتدي أهمية استثنائية لدى الرأي العام الصيني. وأفاد البنك المركزي الصيني بأن تحرير أسعار الفائدة في الصين عنصر أساسي في الإصلاح المالي، وأضاف أن خفض تكاليف الاقتراض وخفض حجم الأموال التي يتعين على البنك الاحتفاظ بها كاحتياط لا يعد تخفيفاً كمياً. وتأتي هذه التصريحات بعد أن خفض البنك المركزي الصيني أسعار الفائدة يوم الجمعة للمرة السادسة خلال أقل من عام، بالإضافة إلى تخفيضه من جديد نسبة الاحتياط الإلزامي للبنوك في محاولة لتحفيز النمو في الاقتصاد الصيني المتعثر. وخفض بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) سعر الفائدة الأساسي على الإقراض المصرفي لأجل عام بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.35 في المئة، في حين جرى تخفيض سعر الفائدة الأساسي على الودائع لأجل عام 25 نقطة أساسية إلى 1.50 في المئة. وخفض البنك نسبة الاحتياط الإلزامي 50 نقطة أساس لكل البنوك ليصل إلى 17.5 في المئة لأكبر مصرف في البلاد. وأعلن البنك الجمعة أنه حرر أسعار الفائدة في السوق، من خلال إلغاء حد أقصى على سعر فوائد الودائع. وارتفع أمد الحياة المتوقع في الصين خلال الأعوام العشرين الماضية في ظل انخفاض نسبة الوفاة لدى الأطفال، وفق دراستين نشرتا أمس. ونشرت الدراسة الأولى التي أعدها باحثون صينيون واميركيون في مجلة «لانسيت» البريطانية، وهي تظهر أن أمد الحياة المتوقع بين الصينيين ارتفع في كل مناطق الصين بين العامين 1990 و2013. وركزت الدراسة الثانية التي نشرتها أيضاً مجلة «لانسيت «على الوفيات بين الأطفال دون خمس سنوات التي انخفضت بنسبة 78 في المئة في الصين بين العامين 1996 و2012، لتصل إلى 13 وفاة في الألف. ويفسر هذا الانخفاض القياسي بالنمو الاقتصادي السريع وتحسن مستوى التعليم. إلى ذلك، تستضيف الهند أكبر قمة افريقية هذا الأسبوع، في الوقت الذي يسعي فيه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمجابهة هيمنة الصين على القارة التي تتمتع بوفرة في الموارد الطبيعية ويقطنها سكان هم الأسرع نمواً في العالم. وتريد نيودلهي التركيز على قوتها الناعمة وعلاقاتها التاريخية مع أفريقيا، على عكس تركيز الصين على استخراج الموارد واستثمار رؤوس الأموال، الأمر الذي أثار انتقادات من بعض الدول لنهج بكين التوسعي القائم على الاهتمام بالمصالح التجارية دون غيرها. ومن بين 54 دولة دعيت للحضور، تتوقع الهند استقبال وفود من أكثر من 40 دولة يمثلها رؤساء الدول والحكومات لعقد القمة الخميس بعد سلسلة من الاجتماعات الوزارية. ويرجع تاريخ العلاقات التجارية بين الهند وأفريقيا إلى قديم الزمان وتبنتا قضية مشتركة تتمثل في الكفاح ضد الاستعمار. غير أن نفوذ الهند تلاشى إبان الحرب الباردة، بعدما انسحبت وآثرت عدم الانحياز.