مع بداية حقبة الستينات الميلادية اكتشف علماء بركة المياه المالحة العميقة «أتلانتيس تو ديب»، لتتسارع البحوث حولها مع إطلالة حقبة السبعينات، إذ ركزت (حينها) على محتوياتها من المعادن في دراسات عدة هدفت إلى استغلال البحيرة التي تبلغ مساحتها 60 كيلو متراً تمثل أكبر منطقة برك مالحة في البحر الأحمر في عمليات «التعدين». وفي العام الميلادي 2008، بعثت «كاوست» فريقاً علمياً لإجراء جملة من الدراسات والبحوث في «البحيرة باستخدام أجهزة «سي تي دي وهوبو»، «حيث كانت درجة حرارتها 70 درجة مئوية، فيما وصلت درجة الملوحة فيها إلى 250 وحدة ملوحة (ملوحة ماء المحيط لا تتجاوز 35 وحدة ملوحة). وتعتبر «أتلانتيس تو ديب» أكبر بركة من المياه المالحة الدافئة في البحر الأحمر، بل إنها أمست أكثر البرك حظوة بالدراسة من بين البرك المتكونة في عمق البحر الأحمر، وتقع في عمق الجزء السفلي من الصدع المحوري في البحر الأحمر، وكان فريق علمي من معهد «وودز هول» لعلوم الميحطات اكتشفها عام 1963 وأطلق عليها اسم سفينة الأبحاث «اتلانتيس تو» التي كانوا يستقلونها (حينها). وكشفت جهود البحث المكثفة على مدى العقود الماضية عدم استقرار الأحوال داخل «أتلانتيس تو ديب»، حيث إن هناك نشاطاً وتقلبات مستمرة في أوضاعها، أما درجة الحرارة داخل تلك المياه المالحة العميقة فقد ارتفعت من حوالي 56 درجة مئوية في عام 1965 إلى ما يقرب من 70 درجة مئوية بحسب آخر قياس للحرارة تم خلال أحدث رحلة بحرية إلى البركة. وعلى خط مواز، تعتبر «ديسكفري ديب» بركة مياه مالحة عميقة أخرى تقع إلى الجنوب الغربي من «أتلانتيس تو ديب» وتم تسمية هذه البركة أيضاً على اسم سفينة الأبحاث البريطانية «ديسكفري» سنة 1964. وخلافاً لبركة «أتلانتيس تو ديب» غير المستقرة، فإن نظام «ديسكفري ديب» الداخلي مستقر وفي حالة سبات، (أي أنه في حالة من الخمول بالنسبة لتدوير المياه وتسخينها)، ونتيجة لذلك فإن درجات الحرارة فيها ظلت ثابتة نسبياً على مر السنوات عند حوالي 45 درجة مئوية.