كشف مساعد وزير البترول والثروة المعدنية للبترول الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، عن دراسات تجرى حالياً لاستخدام الطاقة النووية السلمية في السعودية ودول الخليج، وقال إن «دول مجلس التعاون الخليجي تدرس استخدام الطاقة النووية السلمية حالياً». وأوضح في تصريح ل«الحياة» على هامش المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي، أن «السعودية تعتقد أن الطلب على الطاقة خلال ال 40 عاماً المقبلة سيرتفع لسببين مهمين، هما نمو الاقتصاد العالمي، وزيادة الاستهلاك». وشدّد على أن السعودية تسعى إلى تطوير الطاقة المتجددة، وبخاصة الطاقة الشمسية، «لأننا نعتقد أن السعودية يجب أن يكون لها دور كبير في هذا المجال»، مشيراً إلى أنه توجد دراسات ونشاطات تتعلق بالطاقة الشمسية، وفي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هناك أكبر معامل للطاقة الشمسية الموجودة في العالم. وأشار إلى أن هناك بعض المشاريع التي نفذتها وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه تعتمد على الطاقة الشمسية، مؤكداً أن السعودية تملك القدرات والكفاءات لتطوير هذه التقنيات بما تتوافق وتتفق مع الأوضاع المحلية. وعمّا إذا كانت هناك وثيقة سعودية - خليجية ستصدر عن منتدى البيئة الخليجي، أكد أن هناك خطة عمل خليجية بالنسبة للمحافظة على البيئة، وهناك نظام بيئي خليجي موجود وتوجد منظومة نشطة تقوم بهذا العمل. وحول تكليف وزارة البترول بالتعاون مع شركة «أرامكو» لدرس مشروع الطاقة المتجددة، قال: «لم يتم ذلك، أرامكو لديها مشاريع تنفذ داخلياً مثل ترشيد استهلالك الطاقة وتوفير الطاقة الشمسية في المنشآت الخاصة بها، ونفذت «أرامكو» مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجزء من الطاقة التي تعتمد عليها الجامعة هي الطاقة الشمسية، ولكن لا توجد جهة مخولة بهذا الأمر». وحول التوجه لإنتاج الطاقة المتجددة وبالتالي خفض إنتاج النفط في السعودية، اكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن «المخزون النفطي يفي بحاجة الإنتاج وأكثر من ذلك، والسعودية حين تنتج الطاقة الشمسية محلياً فإن ذلك يوفّر استهلاك الخام الذي يمكن تصديره بأسعار أفضل من الأسعار المحلية». وتابع «المخزون النفطي يكفي للعقود المقبلة، وفي حال استمر إنتاج المملكة على المستويات الحالية، فإننا نستطيع الإنتاج أكثر من 100 سنة، بفضل تطور تقنيات الاستخراج والاستكشاف، «ولا استبعد ولا أبالغ إذا قلت إن الاحتياط الموجود لدينا يكفينا 100 عام». وعن أسعار النفط، قال إن أسعار النفط الحالية تناسب كلاً من المستهلكين والمنتجين، موضحاً أن أراء الدول المنتجة والمستهلكة للنفط تتفق على أن سعراً بين 70 و80 دولاراً للبرميل مرتفع بما فيه الكفاية بالنسبة إلى الدول التي تستثمر في زيادة طاقتها الانتاجية من النفط، كما أنه في متناول الدول المستهلكة. وعمّا إذا كانت هناك رؤية للسعودية في اجتماع «أوبك» المقبل لإعادة تنظيم حصص الدول الأعضاء، قال: «الاجتماع سيعقد الأسبوع المقبل، ولا يمكن التعليق على ما سيتم اتخاذه من اجراءات، وعموماً الحكومة السعودية تعمل على التحفظ على استقرار الاسواق». وشدّد على أن السعودية كانت ولا تزال بقيادة خادم الحرميين الشريفين تسعى الى تحقيق استقرار أسعار البترول، لأن هذا يؤدي إلى تحقق تنمية حقيقية، وما تخشاه السعودية دائماً هو تذبذب الأسعار، سواء من جهة الارتفاع أو الانخفاض الكبير. ولفت إلى أن السعودية تعمل على تحقيق التوازن والاستقرار في السوق، مشيراً إلى أن الصناعات تعتمد اعتماداً رئيسياً على استقرار اسعار البترول، ولن تنمو الصناعات والتقنيات الا بهذا التوازن. ودعا الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى المشاركة في كل عمل يتعلق بالبيئة وتطوير التقنيات للمحافظة على البيئة، وبخاصة أننا نملك القدرة المالية، وكذلك الكفاءات التي لا تتوافر في دول أخرى، موضحاً أن المشكلات التي قد تواجهنا في المجال البيئي قد تختلف عن نظيرتها في دول أخرى، وعلينا ان نعالجها باستخدام الطاقة الشمسية في السعودية.