أدلى الإرجنتينيون بأصواتهم امس، لانتخاب رئيس بين مرشح يسار الوسط دانيال سكيولي او المحافظ ماوريسيو ماكري، بعد أكثر من عقد على حكم نيستور كيرشنر وأرملته كريستينا. وتظهر استطلاعات للرأي ان سكيولي المدعوم من كيرشنر وائتلافه اليساري حزب «الجبهة من اجل النصر»، هو الأوفر حظاً للفوز، اذ يتقدّم بنحو 10 نقاط على ماكري، وهو رئيس لبلدية بوينوس آريس منذ عام 2007. ويفوز في الاقتراع من الدورة الأولى، من ينال 45 في المئة من الأصوات، أو 40 في المئة إن كان الفارق عن أبرز خصومه 10 نقاط. وإذا لم تُحسم الانتخابات من الدورة الأولى، ستُنظم دورة ثانية في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وفي آب (أغسطس) الماضي، أثناء انتخابات تمهيدية كانت بمثابة استطلاع، حصل سكيولي على 39 في المئة من الأصوات، متقدماً ماكري (30 في المئة) وسيرخيو ماسا (20 في المئة)، وهو نائب ورئيس حكومة سابق في عهد كريستينا كيرشنر، ركّز حملته على موضوع الأمن. وحكمت كيرشنر خلال ولايتيها الرئاسيتين بأسلوب مواجهة، لكن سكيولي (58 سنة) يقدّم نفسه وسطياً ورجل وفاق، علماً انه حاكم ولاية بوينوس آريس. وتعهد في حال انتخابه إعفاء جميع أصحاب الأجور الذين يقلّ راتبهم الصافي عن 3 آلاف يورو، من الضرائب على الدخل، وهذا تدبير قد يستفيد منه 600 الف شخص من الطبقة الوسطى. ماكري (56 سنة) المناهض للسياسة التي تنتهجها كيرشنر، أعلن إبقاء مساعدات اجتماعية منحتها الرئيسة وزوجها الراحل، خصوصاً انها تحظى بشعبية ضخمة. وينادي ماكري بسياسة اقتصادية ليبرالية، منتقداً السياسة الاقتصادية التي تعتمدها كيرشنر، لا سيّما الحمائية وثقافة الإعانات والدعم. وهو رئيس سابق ناجح لنادي «بوكا جونيورز» لكرة القدم، ويحظى بدعم من رجال أعمال. ووصفته الممثلة سوزانا خيمينيز بأنه «رجل عامل نزيه وبسيط جداً»، كما كتب أسطورة كرة القدم في الإرجنتين دييغو مارادونا على موقع «فايسبوك»، في اشارة الى ماكري: «سيعتني بنا ويدافع عن مصالح جميع الإرجنتينيين. يمكننا الوثوق به، اذ التزم دوماً تحسين الظروف المعيشية للناس».