أعلنت الولاياتالمتحدة أمس انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مع وصول نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إلى المنطقة في جولة تستمر خمسة أيام ويلتقي خلالها قادة الجانبين، إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. واستبقت إسرائيل بدء المفاوضات بإعطاء ضوء أخضر لبناء 112 وحدة استيطانية في الضفة الغربية. وقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل عقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، إن «القيادتين وافقتا على المفاوضات غير المباشرة. وبدأنا مناقشة كيفية إجرائها والمواضيع التي ستتناولها»، مشيراً إلى أنه سيعود إلى المنطقة الأسبوع المقبل لمواصلة المحادثات. وأعرب عن أمله أن تقود هذه المحادثات إلى مفاوضات مباشرة «في أقرب وقت ممكن». وحض الجانبين على تجنب «أي تصريحات أو أفعال قد تؤجج التوتر أو تهدد نتيجة المفاوضات». وركز أقطاب الحكومة الإسرائيلية اعلنت مساء أمس السماح للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بدخول قطاع غزة، على خفض سقف التوقعات من المفاوضات وتحميل الفلسطينيين مسبقاً مسؤولية إفشالها. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها ان الفلسطينيين يبدون كمن تم إرغامهم على العودة إلى المفاوضات، وان إسرائيل لا ترى أن مثل هذه المفاوضات ستقود إلى انطلاقة جديدة. وقبل إعلان ميتشل ووصول بايدن ببضع ساعات، أعلن وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة «بيتار عيليت» التي تقع قرب بيت لحم في جنوبالقدس. وحاول التقليل من تأثير هذا القرار على زيارة نائب الرئيس الاميركي الذي سيلتقي اليوم نتانياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدسالمحتلة، على أن يلتقي غداً الرئيس الفلسطيني في رام الله. ونددت السلطة الفلسطينية بقرار الحكومة الاسرائيلية. ونقل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن عباس قوله لميتشل خلال لقائهما في رام الله أمس إنه «إذا كانت كل جولة (تفاوض) ستتضمن إعلان مزيد من الاستيطان والاجراءات الاحادية الجانب وفرض حقائق على الأرض واستمرار الاغتيالات والاعتقالات، فإن ذلك يضع علامة استفهام على كل الجهود التي نقوم بها». وأكد عريقات خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء، أن النقاش «تركز على مفهوم المفاوضات والنقاط التي ستبحث فيها، وكان معمقاً وجيداً». وأضاف: «استعادت الولاياتالمتحدة لعب دور نشط في المفاوضات غير المباشرة، وأبلغتنا بأنها ستعلن في نهاية هذه المفاوضات من هو الطرف الذي يعطل ويضع العقبات في طريق نجاحها». إلى ذلك، اقترحت مصر بدء المفاوضات غير المباشرة بتناول موضوع الحدود «حتى يمكن الانتقال إلى مراحل جدية في التفاوض»، فيما أعرب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير عن تطلعه إلى الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. ونقل الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي عن الوزير أحمد أبو الغيط قوله لبلير إنه «سيكون أمراً مؤسفاً إذا ضاعت تلك الفرصة في الأحاديث الممتدة حول مواضيع تنظيمية أو أمور هامشية لا تتطرق إلى لب الموضوع».