جدد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيد أهمية وجود «دور أوروبي فاعل» في عملية السلام، قائلاً إنه «لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا من خلال إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وعودة كامل الحقوق إلى أصحابها». وجاءت تصريحات الأسد خلال لقائه وفداً برلمانياً دنماركياً برئاسة رئيسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الدنمركي ايفا كير هانسن وعضوية تسعة نواب آخرين يمثلون أحزاباً مختلفة، في إطار جولة يقوم بها الوفد مع مسؤولين من الخارجية الدنمركية في المنطقة وتشمل أيضاً لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقال نواب دنمركيون ل «الحياة» إن السلطات الإسرائيلية منعت الوفد من زيارة غزة، وان «السبب الذي قدم هو أن زيارة كهذه ستدعم حركة حماس وتقويها»، مشيرين إلى أن الخارجية الدنمركية استدعت السفير الإسرائيلي للاحتجاج، وان سفير الدنمارك في إسرائيل فعل الأمر ذاته. وتزامن ذلك مع منع السلطات الإسرائيلية مسوؤلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون من زيارة غزة ضمن جولتها التي تبدأ من القاهرة وتقودها إلى دمشق يومي 15 و16 الجاري. وكان الأسد تحدث إلى الوفد الدنمركي عن الأوضاع في الشرق الأوسط ورؤية سورية لها في اللقاء الذي استمر نحو ساعة ونصف الساعة بحضور المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان. ونقل ناطق رئاسي عن الأسد قوله ان «الفهم الخاطئ من جانب الغرب لقضايا المنطقة وما تبعه من سياسات تجاهلت واقع المنطقة وتكوينها الاجتماعي والثقافي عزز التطرف والإرهاب فيها»، لافتاً إلى أهمية «تعميق الحوار مع شعوب المنطقة لمواجهة تلك المشاكل». وأشار الناطق إلى أن اللقاء أظهر «توافقاً في وجهات النظر في شأن ضرورة تضافر جميع الجهود من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية التي هي أساس لا بد منه عند الدخول في أية مفاوضات سلام»، وإلى أن الأسد جدد «موقف سورية الداعم لحق إيران وجميع الدول في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية»، مؤكداً أن «الحوار هو السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة». والتقى الوفد الذي غادر أمس إلى بيروت رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية ومعاون وزير الخارجية عبدالفتاح عمورة. واشارت كير هانسن إلى «أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه سورية إزاء قضايا المنطقة». وكان مقرراً ان يزور وزير الخارجية الدنمركي بيير شتيغ مولر دمشق في 20 الشهر الماضي، غير أن الزيارة أرجئت بسبب وفاة ابنه، قبل إجراء تعديل حكومي أسفر عن تعيين لين ايسبرسون وزيرة للخارجية. وبدأ أمس وزير الخارجية وليد المعلم زيارة إلى أوسلو تلبية لدعوة من نظيره النروجي يوناس شتور.