أظهرت دراسة جديدة أن مادة "اوكسيبنزون" التي تدخل في تركيب مستحضرات الوقاية من الشمس والكثير من مستحضرات التجميل الأخرى، شديدة السمية تجاه الشعاب المرجانية، وتساهم في إندثارها على مستوى العالم. وتستخدم مادة "اوكسيبنزون" (بي بي-3) في أكثر من 3500 مستحضر للوقاية من الشمس في العالم، بسبب قدرتها على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية. وكشفت الدراسة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الثلثاء (22 تشرين الأول/ أكتوبر)، أنه عندما تتحلل هذه المادة في المياه لدى نزول الأشخاص الذين يستخدمونها إلى البحر أو بسبب مياه الصرف، فهي تقتل الشعاب المرجانية. وأوضحت أن تعرض يرقات المرجان المسماة "بلانولا" إلى مادة "اوكسيبنزون" يصيبها بتشوهات كثيرة، ويضر حمضها النووي (دي ان ايه)، ويجعله غير قادر على الصمود في مواجهة الظروف البيئية، ويؤدي إلى نفوقها في النهاية. ورصد فريق البحث الذي أجرى الدراسة تحت اشراف كريغ داونز، تركيزات عالية من هذه المادة حول الشعاب المرجانية التي تجتذب السياح، خصوصاً في جزر هاواي والبحر الكاريبي. وقال داونز، وهو من "منظمة هيريتيكوس للمختبرات البيئية" غير الهادفة إلى الربح، إن "الدراسة ساعدت في تفسير سبب عدم رصد الباحثين لشعاب مرجانية ناشئة في الكثير من المنتجعات المعروفة". وأظهرت الدراسة أن نحو 14 ألف طن من المستحضرات الواقية من الشمس تجد طريقها سنوياً إلى مياه تتواجد فيها شعاب مرجانية في العالم، مع تركيز من مادة "اوكسيبنزون" يتراوح بين 1 و10 في المئة. وكشف قياس هذه المادة حول الشعاب المرجانية في هاواي وجزر فيرجين الأميركية أن تركزاتها تتراوح بين 800 إلى 1.4 جزء من البليون، وهو معدل أكثر ب12 ضعفاً من الحد الأدنى الذي يؤثر على الشعاب المرجانية. ونشرت هذه الدراسة بعد أسبوعين من إصدار وكالة "نوا" تقريراً يشير إلى أنه تم رصد أبيضاض في الشعاب المرجانية، هو الثالث في العالم من حيث الانتشار. وتنتشر هذه الظاهرة التي بدأت في العام 2014 بسبب الإحترار المناخي وعودة تيار "ال نينيو" الساخن في المحيط الهادئ. ويؤدي التلوث الكيميائي الناجم عن مادة "اوكسيبنزون" إلى تراجع قدرة الشعاب المرجانية على مقاومة الابيضاض وإعادة تشكيل نفسها. وتغطي الشعاب المرجانية أقل من 1 في المئة من أعماق المحيطات، إلا أنها تشكل موطناً طبيعياً لنحو 25 في المئة من أنواع السمك. وكانت دراسة تدعمها الأممالمتحدة، نشرت العام الماضي، قالت إن غالبية الشعاب المرجانية الموجودة في البحر الكاريبي قد تختفي خلال السنوات العشرين المقبلة مع اختفاء الأسماك والقنافد المائية التي تتغذى على الطحالب التي تخنق الشعاب المرجانية. وجاء في الدارسة التي شارك فيها 90 خبيراً أن تغير المناخ لعب دوراً محدوداً في اختفاء الشعاب. وقالت انه مع بقاء نحو سدس غطاء الشعاب الأصلي يمكن أن تختفي غالبية الشعاب المرجانية في الكاريبي خلال السنوات العشرين المقبلة، ويرجع ذلك في الأساس الى فقد الكائنات الآكلة للطحالب في المنطقة. وأسماك الببغاء ذات الألوان الفاقعة وقنافذ البحر هي الكائنات الرئيسة الآكلة للطحالب التي يمكن أن تخنق الكائنات الحيوانية الدقيقة التي تعرف باسم "بوليبس"، والتي تُبنى الشعاب المرجانية من هياكلها الحجرية. ونتيجة للصيد الجائر لأسماك الببغاء ومرض غامض أصاب قنافذ الماء في العام 1983 تكاثرت الطحالب في شكل كبير في الكاريبي.