أقبل عدد من الزوار في معرض الرياض على كتب عدة، ألفها معاقون، وبدا هذه الإقبال نوعاً من التحية لهؤلاء على صمودهم وعدم استسلامهم للإعاقة. ومن هؤلاء الكفيف ماجد الجارد، الذي أصدر رواية بعنوان «نزل الظلام»، الذي يقول إنه قارئ ويحرص على القراءة، وأنه من أجل ذلك يقوم بتسجيل الكتب على شريط، وذلك عبر التعامل مع مجموعة من القراء، ثم يستمع إليها بعد ذلك، مشيراً إلى أن الشريط الواحد يستوعب أكثر من خمسين صفحة. ورفض الجارد تماماً القول بأن الكفيف يعاني من إعاقة، وأنه بحاجة لمن يساعده أو يرشده. وقال الجارد حول روايته «نزال الظلام» (دار الانتشار - بيروت) إن «فكرتها بدأت منذ عام 1999 وتركتها على الأرفف لعدم الاقتناع بالفكرة، وفي عام 2006 أعدت كتابتها من جديد بشكل آخر وصيغة أخرى». وحول فكرة العمل يضيف: تتحدث عن المدارس وكيف أنها تتسبب في إلام الأعمى، وكأنه هو من تسبب لنفسه بهذا الشيء، كما أن العمل يتحدث عن زاوية مهمة مجهولة وهي متى يصاب الإنسان بالعمى، واختلاف آثار الإصابة بين سن وآخر». ويحاول من خلال هذه الرواية «تسليط الضوء على علامة استفهام كبيرة حول وجود مدارس النور، التي يغترب من أجلها طفل عمره سبع سنوات عن منزله وأسرته، فمن هو المسؤول عن التهشيم النفسي لطفل والأسرة في مثل هذه الحالات؟»، مشيراً إلى أن روايته لا تحاول النصح والتوجيه «بل هي عمل أدبي يقدم مشهداً من حياتنا لا يخصنا لوحدنا بل ينطبق على مجتمعات مختلفة، وهذه معاناة إنسانية يجب النظر فيها». ولفت الجارد إلى أن دار الانتشار العربي دعمته، وتبنت عمله من دون أن تتقاضى ثمن الطباعة. يذكر أن الجارد يوقع للزوار على نسخ من روايته، بختم خاص.