يعاني الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي من قيود كثيرة تمنعهم من ممارسة أبسط النشاطات التي تحق لأي إنسان في بلده. ومن الأمثلة على ذلك، عدم سماح إسرائيل للسيارات التي تحمل لوحة فلسطينية بالحركة داخل الطرق الإسرائيلية، بصرف النظر عن نوع الهوية التي يحملها السائق. ويخترق هذا القرار المادة 13 من بنود حقوق الإنسان التي وضعتها الأممالمتحدة، والتي تنص على أن "لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة". ولا تقتصر القيود الإسرائيلية على منع الفلسطينيين من القيادة في طرقها فقط، بل على الطرق الفلسطينية أيضاً، إذ يتنظر السائقون مدة طويلة عند نقاط التفتيش، وهم عرضة لإغلاق الطرق في شكل منتظم، فيما لا تواجه السيارات الإسرائيلية أياً من هذه الصعوبات. ويشرح موقع «فيجولايزنغ بالستاين» نظام الطرق القائم على "الفصل العنصري" من خلال رسم بياني يوضح أن قوات الاحتلال تحدد لون لوحة السيارة المسموح لها بالمرور والطريق الذي يمكن لها أن تسلكه، كونها تسيطر على كل الطرق وتضع نقاط تفتيش بمحاذاة كل منها. وميز الرسم بين لوحات السيارات الفلسطينية باللون الأبيض والإسرائيلية بالأصفر. وأعطى الطرق ألواناً مختلفة، فالأصفر يشير إلى الطرق المغلقة أمام الفلسطينيين والمفتوحة حصراً للإسرائيليين، أما الأحمر فيوضح طرق «العبور المقيد» المفتوحة أمام الإسرائيليين وللفلسطسنيين أيضاً، ولكن بشروط مقيدة، وأخيراً الخط الأبيض المفتوح للطرفين، ما عدا الإسرائيليين في غزة. ويمتد الطريق الأصفر داخل الضفة الغربية الفلسطينية إلى 79 كيلومتراً، فيما يصل طول الأحمر إلى 155 كيلومتراً. ويتضح من الرسم أن الطرق السفلية بين الكانتونات الفلسطينية المعزولة، مغلقة تماماً أمام العربات الفلسطينية، وعليها بوابات تعيق المرور. كما يفرض فصل كامل بين الطرق التي تسير بمحاذاة بعضها بعضاً، مع وجود حواجز إسمنتية وخنادق تمنع الوصول إلى الطرق الرئيسة والتنقل بين الكانتونات. أما الجسور والأنفاق التي يقتصر استخدامها على الإسرائيليين، فتربط بين المستعمرات الإسرائيلية الموجودة شرق الجدار الفاصل.