احتضنت العاصمة التونسية خلال تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تظاهرة للتوعية من أخطار مرض سرطان الثدي من خلال إطلاق 2000 بالون وردي في الهواء، إضافة إلى عيادات متنقلة مجانية لتقديم نصائح طبية إلى النساء للوقاية المبكرة من هذا المرض، الذي يصيب نحو ألفي امرأة في تونس سنوياً. وكانت وزارة المرأة والأسرة والطفولة التونسية أطلقت في مطلع تشرين الأول، حملة لمكافحة مرض سرطان الثدي، يشارك فيها أطباء متخصصون ومستشفيات ومنظمات من المجتمع المدني، في إطار مبادرة "أكتوبر الوردي" العالمية التي بدأت سنة 2006 للتوعية بأخطار المرض والتضامن مع المصابات به. وقالت وزيرة المرأة التونسية سميرة مرعي، أنه "سيتم تنظيم قوافل صحية وعيادات مجانية طيلة شهر تشرين الأول، إضافة إلى تنظيم احتفال خيرى في آخر التظاهرة لجمع تبرعات من أجل شراء أجهزة أشعة طبية لمصلحة المناطق النائية". من جهة ثانية، تنظم "الجمعية التونسية لرعاية مرضى سرطان" فاعليات للتوعية بالمرض، إضافة إلى توفير عيادات مجانية لأكثر من 320 امرأة. واعتبر المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري رضا قطعة، أن أسباب تزايد عدد المصابات بسرطان الثدي في تونس "يعود إلى نقص الوعي بأهمية الكشف المبكر عن المرض". ولفت إلى أن "التحدي الأساس الذي تواجهه تونس في صراعها مع هذا المرض، اكتشافه في فترات متأخرة، فغالبية الإصابات تكتشف عندما يتجاوز حجم الورم 4 سنتيمترات". ويبلغ عدد الإصابات بالسرطان في تونس نحو 6600 حالة سنوياً، وفق آخر إحصائية للعام 2014، منها 3694 إصابة بين الذكور، و2900 إصابة لدى الإناث. ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين إصابات النساء ب1826 حالة جديدة، ويأتي سرطان القولون في المرتبة الثانية ب572 إصابة جديدة سنوياً، ويصيب هذا المرض عادةً النساء في الفترة العمرية المتراوحة بين 45 و55 سنة. ويكتسي العالم في تشرين الأول من كل عام باللون الوردي، استجابة لمبادرة أطلقت عام 2006 للتوعية بأخطار سرطان الثدي، والتضامن مع المريضات خلال فترة العلاج. وذكرت "منظمة الصحة العالمية" في تقرير لها بعنوان "سرطان الثدي... الوقاية منه ومكافحته"، أنه "يأتي في مقدّم أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم". وأشارت إلى أن "معدلات الإصابة بسرطان الثدي ترتفع في البلدان النامية، نتيجة زيادة متوسط العمر المأمول، وزيادة التوسّع العمراني واعتماد أنماط الحياة الغربية". وقالت المنظمة أن "سرطان الثدي يمثل 16 في المئة من أنواع السرطانات التي تصيب النساء"، مشيرة إلى أنه تسبّب بوفاة 519 ألف امرأة عام 2004، 69 في المئة منها تحدث في البلدان النامية.