كشفت اللجنة الدائمة لدراسة وتصحيح أوضاع الجالية الميانمارية عن تصحيح أوضاع نحو 250 ألف برماوي، خلال الأعوام الثلاثة الماضية. فيما عاودت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي تجربة إمارة منطقة مكةالمكرمة في إنهاء معضلة آلاف اللاجئين البرماويين، الذين قررت السعودية منحهم إقامات نظامية، بعد عقود قضوها بلا هوية، تتيح لهم التعليم أو العمل في المملكة، التي لجؤوا إليها فكانت لهم «ملاذاً آمناً» من اضطهاد حكومة بلادهم العنصرية. وثمّنت المفوضية جهود السعودية، ممثلة بإمارة مكةالمكرمة، لدورها الإنساني في تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية. وزار وفد المفوضية «المقر الدائم للتصحيح» في العاصمة المقدسة، للوقوف عن قرب على آلية العمل فيه، في خطوة منها لتعميم التجربة على الصعيد العالمي. ووجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل القطاعات العاملة في مقر التصحيح بتسهيل مهمة الوفد، وإطلاعه على خط سير العمل في المقر، ليقف عن كثب على الخطوات التي تتم في هذا الشأن. ووصف أمير مكةالمكرمة، في تصريح صحافي، مشروع تصحيح أوضاع البرماويين، وتطوير ومعالجة أوضاع الأحياء العشوائية، بأنها «تجربة فريدة»، كونها «معالجة جذرية للأحياء العشوائية»، لافتاً إلى أن من ميزات المشروع «عدم اقتصاره على إعادة تخطيط وبناء وعمران الأحياء بطريقة عصرية، بل معالجة مشكلة ساكنيها معالجة إنسانية وصحية واجتماعية وعملية متحضرة». وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن المشروع يمثل «القيم والأخلاق الإسلامية التي تمتاز بها المملكة»، منوهاً بأن «الدولة تكفلت من خلال التصحيح، بتطوير الأحياء ورعاية إنسانها وتأمين الرعاية الصحية، وتكفلت بتعليم شبانها وبناتها، وتدريبهم وتأهيلهم للعمل. وجاءت زيارة الوفد، الذي كان في استقباله بمقر التصحيح وكيل إمارة مكةالمكرمة المساعد للحقوق رئيس اللجنة الدائمة لدراسة وتصحيح أوضاع الجالية الميانمارية الأمير فيصل بن سعد، وأعضاء اللجنة الدائمة المكونة من وزارات عدة، وكذا مديرو الإدارات الحكومية في المنطقة، بعد أن كرّمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المملكة لجهودها الإنسانية في تصحيح أوضاع الجالية البرماوية. وأكدت المفوضية أن «جهود المملكة رائدة، ويمكن الاستفادة منها وتعميم التجربة عالمياً، ولا سيما أن مشروع التصحيح يحظى بمتابعة القيادة في المملكة، كونه أحد مكونات مشروع تطوير الأحياء العشوائية بمكةالمكرمة، الذي رفعه الأمير خالد الفيصل إلى المقام السامي عام 1429، واستهدف جزءٌ منه تصحيح أوضاع الفارين بدينهم ممن قبلت المملكة باستضافتهم». من جهته، أوضح رئيس اللجنة الدائمة لدراسة وتصحيح أوضاع الجالية الميانمارية الأمير فيصل بن محمد أن «زيارة الوفد التي جاءت بناء على الصدى الإيجابي لإنسانية المملكة في تعاملها مع أبناء الجالية البرماوية، وهدفت إلى الاطلاع على ما تحظى به الجالية البرماوية المقيمة في السعودية من رعاية واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز»، مضيفاً: «إن زيارة الوفد هدفت أيضاً إلى الوقوف عن كثب على آلية سير العمل في المشروع، الذي وصفته المفوضية بالرائد، ما يمكّن من تعميم التجربة في دول أخرى حول العالم. وأبان أن عدد أبناء الجالية البرماوية المستفيدين من التصحيح منذ انطلاقتها في 4-5-1434 حتى الشهر الجاري، بلغ نحو 249938 برماوياً، لافتاً إلى أنه تم إصدار أكثر من 123793 إقامة نظامية مجانية. وأشار إلى أن أبناء الجالية البرماوية، الذين تقدموا إلى لجنة من أجل تصحيح أوضاعهم، موضحاً أن المتقدم يمر بمراحل عدة، إذ يتم منح المستفيد موعداً لمراجعة لجنة التصحيح وإبلاغه عبر واحدة من ثلاث قنوات هي موقع الجالية البرماوية، أو الاتصال به من طريق مكتب شيخ الجالية، وأخيراً إبلاغه من طريق مجلس الأحياء، ومن ثم يحضر المستفيد إلى الموقع، ويتم التأكد من موعده ليتم توجيهه إلى الشؤون الصحية لأخذ 3 لقاحات ضد الدفتريا والحمى الشوكية، ثم يسجل اسمه في بطاقة التطعيم. الأممالمتحدة تقف احتراماً ل«إنسانية المملكة» أطلعت لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية وفد مفوضية اللاجئين على الملامح العامة لمشروع التصحيح، وجهود القطاعات الحكومية المشاركة فيه، ومهمات الوحدات الإجرائية الداخلية. وقدم «جوازات مكةالمكرمة» شرحاً عن دورهم في إصدار الإقامات المجانية لمدة أربع سنوات على كفالة الأفراد والمؤسسات والشركات، إضافة إلى إعفائهم من الغرامات المترتبة على عدم تجديد الإقامة سنوات مضت، واستثنائهم من إجراءات تحول دون حصولهم على الإقامات. وزار الوفد موقع فرع وزارة العمل، وقدم مديره شرحاً عن دور وزارته المتمثل بنقل الكفالات إلى الأفراد والمؤسسات والشركات، وتغيير المهن، وتذليل الصعوبات التي تختص بالوزارة، وتوظيف أبناء الجالية في الشركات والمؤسسات. كما اطلع الوفد على قرارات تحفز الشركات والمؤسسات على الإفادة من خدمات أبناء الجالية. ووقف الوفد على جهود المديرية العامة للشؤون الصحية، وقدم مديرها شرحاً عن دور وزارته في عملية التصحيح، ولا سيما في المجالات التثقيفية والوقائية والعلاجية. كما زار الوفد موقع الإدارة العامة للتعليم، واستمع إلى شرح عن جهود وزارة التعليم في استيعاب أبناء وبنات الجالية الميانمارية في المدارس الحكومية والأهلية، وتخصيص مكتب إشرافي متكامل لمدارس الجاليات بنين وبنات.