واشنطن - أ ف ب - ابدى مدافعون عن حقوق الإنسان قلقهم من احتمال ان يحيل الرئيس الأميركي باراك اوباما المشبوهين الخمسة في تورطهم باعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على محكمة عسكرية، وذلك غداة كشف صحيفة «واشنطن بوست» ان عدداً من مستشاري اوباما يستعدون لتوصيته بإحالة المتهمين، وفي مقدمهم العقل المدبر المزعوم للاعتداءات خالد الشيخ محمد، على محاكم عسكرية استثنائية، ما يتناقض مع موقفه السابق. ورأى هؤلاء ان احالة المتهمين على محكمة عسكرية استثنائية «لا يتطابق مع المعايير المتوقعة في محاكمة يراد ان تكون نموذجية». وقال لاري كوكس، مدير فرع منظمة العفو الدولية في الولاياتالمتحدة، إن «واشنطن بدأت اخيراً تستعيد شيئاً من الصدقية على الصعيد الدولي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. وفجأة يخشى ان يتراجع اوباما عن هذا التقدم الذي تحقق بعد عناء». وصرح الأميرال المتقاعد جون هيوستن، العضو الحالي في الهيئة التي تدير مجموعة «هيومن رايتس فيرست»، بأن اعتقال مشبوهين الى ما لا نهاية «ينال من سمعة الولاياتالمتحدة وقد يعرض الجنود الأميركيين الى الخطر». وأضاف: «في ظل هذه الظروف الصعبة نحتاج الى رئيس يبدي حزماً، ولا يتخذ قراراً عادلاً فقط بل قراراً ذكياً». وفيما عزت صحيفة «واشنطن بوست» احتمال تغيير سياسة اوباما الى محاولته نيل مساعدة المعارضة الجمهورية في الكونغرس للوفاء بوعده اغلاق سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا، اعلن البيت الأبيض أن هذا القرار لن يتخذ قبل اسبوعين. وحصل تحول واضح في موقف الإدارة الخاص بالمحاكمات منذ ان اعلن وزير العدل ايريك هولدر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تنظيم محاكمة مدنية للمتهمين في نيويورك. وأدت معارضة نواب وعمدة المدينة مايكل بلومبرغ لتنظيم المحاكمة قرب الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي، الى تغيير الموقف. وفي 12 شباط (فبراير) الماضي، لمح هولدر الى احتمال اجراء المحاكمة امام القضاء العسكري مؤكداً حرص الإدارة على «الشفافية واحترام القوانين». على صعيد آخر، نقلت محطة «سي ان ان» الإخبارية عن عمدة بلدة سان بنيتو بولاية كاليفورنيا ان جون باتريك بيدل الذي نفذ الهجوم أمام احد مداخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن اول من امس، «عانى من مشاكل عقلية منذ فترة طويلة، ودأب على التكلم بكثرة عن نظريات التآمر على الإدارة». وكشفت المحطة ان بيدل تورط بإشكالات متكررة مع الشرطة خلال الشهور الأخيرة، فيما تأزمت علاقته مع عائلته. ويعتقد بأنه اعتقل عام 2006 وأرسل إلى مصحات عقلية 3 أو 4 مرات. وأفادت بأنه هاجم الإدارة بشكل مستمر عبر الإنترنت، وقال على أحد المواقع إنه «يحاول معرفة حقيقة هجمات 11 أيلول، وإذا كانت الإدارة قد أخرجتها». وفي بلجيكا، تبدأ الإثنين محاكمة سبعة اعضاء مفترضين في خلية تابعة لتنظيم «القاعدة» متخصصة في تجنيد متطوعين لتنفيذ عمليات جهادية والتحضير لاعتداءات، وذلك بعد 15 شهراً على تفكيك هذه الخلية بعد عمليات دهم نفذتها في لييج (شرق) وبروكسل نهاية 2008. وعلى رغم ان المحققين لم يكشفوا عن اي مخطط محدد لعمل ارهابي ولا عن حيازة الخلية متفجرات، فإن المتهمين يواجهون عقوبة السجن حتى عشرة اعوام بتهمة «الانتماء الى مجموعة ارهابية». والشخص المحوري في القضية هو مليكة العروض (50 سنة) احدى ابرز وجوه الدعاية الإسلامية على الإنترنت، وهي ارملة احد الانتحاريين اللذين اغتالا زعيم الحرب الأفغاني المناوىء لحركة «طالبان» الأفغانية احمد شاه مسعود عام 2001. وارتبط الزوج الثاني لمليكة مويز غارسالوي، وهو احد متهمين اثنين فارين، بعلاقة ميدانية مع اشخاص بارزين في «القاعدة»، بحسب الادعاء الذي يستند في اتهاماته الى شريط فيديو للمتهم هشام بيايو (24 سنة) يتضمن رسالة وداع بمثابة وصية للمتهم تحضيراً لتنفيذ اعتداء. ودفع فريق الدفاع عن بيايو ببراءة موكله من تهمة التحضير لتنفيذ اعتداء، في حين اعتبر وكلاء الدفاع عن مليكة العروض ان الملف الاتهامي «فارغ»، وأن موكلتهم تحاكم بتهمة الإدلاء بآراء يعاقب عليها القانون.