في إعادة لحسابات ملف الفساد المشتعل ل "فيفا"، عزم رئيس "الاتحاد الآسيوي لكرة القدم" البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، على الترشح إلى رئاسة "الاتحاد الدولي لكرة القدم"، في خطوة اعتُبرت ضرية قوية لرئيس الاتحاد الأوروبي للعبة، الفرنسي ميشال بلاتيني، المدعوم بقوة من الاتحاد الآسيوي، قبل توقيفه بسبب مزاعم فساد. ويضاف اسم سلمان الى قائمة أبرز المرشّحين لخلافة بلاتر في رئاسة "فيفا"، ليجد نفسه في منافسة مع الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني، الذي ورد اسمه في فضيحة فساد جاء فيها أنه حصل على مبلغ 2.09 مليون دولار من السويسري جوزيف بلاتر، وقررت "فيفا" إثر ذلك إيقاف كل من بلاتر وبلاتيني 90 يوماً عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم. وكان المدعي العام السويسري فتح تحقيقاً جنائياً بحق بلاتر للاشتباه ب "إدارته غير الشرعية وسوء الائتمان"، وأيضاً بسبب "دفع غير قانوني" لمبلغ مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني. وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع "عقداً (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) لم يكن في مصلحة فيفا، مع الاتحاد الكاريبي للعبة، عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيساً له". أما بلاتيني، فقد أكد أن المستحقات المتأخرة التي حصل عليها في العام 2011، هي مقابل عمل بموجب عقد رسمي قام به لمصلحة فيفا بين العامين 1999 و2002، وأن تأخر حصوله على المبلغ كان بسبب الصعوبات المالية التي كان يعاني منها الاتحاد الدولي في العام 2002. وعلى رغم هذا، قال الاتحاد الدولي لكرة القدم أن بلاتيني ما زال مرشحاً الى "فيفا" كونه غير مشتبه به إلى الآن، وحتى يجتاز فحص الاستقامة الذي تشرف عليه لجنة خاصة من "فيفا". أما المرشّح الآخر الأبرز في هذا الصراع، فهو رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم ورئيس الاتحاد الأردني الأمير علي بن الحسين، المرشح الثاني الذي تقدّم بترشحه رسمياً بعد بلاتيني الذي فعل ذلك في 8 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. ودفع توتّر العلاقة بين بلاتيني وبلاتر إلى دعم "يويفا" الأمير الشاب في الانتخابات التي جرت على رئاسة "فيفا" في 29 أيار (مايو) الماضي. وفاز بلاتر في هذه الانتخابات بالتزكية بعد انسحاب الأمير علي منها، لكنه أعلن استقالته بعد أربعة أيام. وقد تضطر "يويفا" إلى اختيار مرشح آخر لها في حال خروج بلاتيني من السباق منسحباً أو مضطراً، نظراً الى القضايا التي طاولته. من جانب آخر، أكد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير تركي بن خالد بن فيصل، أحقية الأميرعلي بن الحسين برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، موضحاً أن الأمير علي أثبت في الانتخابات السابقة قدرته على المنافسة والحضور عالمياً، وأثبت من خلال رئاسته الاتحاد الأردني واتحاد غرب آسيا ووجوده السابق كنائب لرئيس "فيفا"، أنه قادر على ترجمة أفكاره إلى أرض الواقع. يذكر أن الاتحاد الدولي يمر بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام إلى 14 شخصاً آخرين، بطلب من القضاء الأميركي، بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض أموال. وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة ل "فيفا" 26 فبراير 2016 المقبل موعداً للجمعية العمومية غير العادية، لانتخاب رئيس جديد خلفاً لبلاتر. ويبقى السؤال في خضمّ هذه المنافسات: من سيفوز بصراع "كرسي فيفا" الذي تركه بلاتر بعد أكثر من 17 عاماً من تولّيه هذا المنصب؟