أظهرت دراسة أجرتها جامعة «جنوبالصين للتكنولوجيا» وجود ارتباط بين وزن المرأة الحامل وبين احتمال إصابة الجنين باضطرابات سلوكية وصحية، منها مرض «التوحد». وكشفت الدراسة «إصابة طفل من كل 100 مولود لأم بدينة باضطرابات التوحد». وأضافت أنه «كلما زاد وزن الأم الحامل، زادت فرصة إصابة طفلها (بالتوحّد) بنسبة 50 في المئة، مقارنة بالحامل ذات الوزن الطبيعي». ودعمت دراسات متفرقة أخرى النتيجة نفسها. ففي «جامعة كاليفورنيا» أظهرت دراسة أنّ «جنين المرأة البدينة يصاب بالتوحّد بنسبة 1.6 في المئة أكثر من جنين المرأة ذات الوزن الطبيعي». وأجرت «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» في ولاية جورجيا، دراسة اختبرت فيها 1311 أماً وأطفالهن، أظهرت أن البدينات منهن معرضات مرتين أكثر من غيرهن لإنجاب أطفال يعانون من اضطرابات سلوكية وعاطفية واجتماعية، ينجم عنها صعوبة في تعاملهم مع مجتمعهم وأقرانهم. ووجد الباحثون أنّ هؤلاء الأطفال يعانون من الفرط الحركي أكثر بأربع مرات ونصف المرة من أطفال الأمّهات اللواتي يتمتعن بوزن طبيعي. ونسبت بعض الدراسات السابقة إصابة الأطفال بالتوحد إلى دواعي جينية أو تعاطي الحوامل بعض العقاقير المحتوية على «فلبيرات الصوديوم». في سياق متصل، أشارت دراسة نشرت في أيلول (سبتمبر) الماضي، إلى وجود علاقة بين المدّة الفاصلة بين حملين متتاليين وبين خطر إصابة الجنين الثاني بالتوحّد. إذ قالت الباحثة في «برنامج أبحاث التوحد في قسم كايزر» في أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية ليزا كروين، إن الطفل الذي يولد بعد أقل من سنتين على آخر حمل للأم، معرض من «2 إلى 3» أضعاف للإصابة بالتوحد، مؤكدة «ضرورة إجراء دراسات أكثر لإثبات هذه الصلة». وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى الأمر ذاته ، داعية إلى ضرورة انتظار الأمهات سنتين على الأقل بين الحمل والآخر للوقاية من احتمال إصابة الأطفال بالتوحد. ووفقا لدراسة أعدتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها شمال كاليفورنيا، مستعرضةَ السجلات الطبية ل45 ألف طفل من ولادة ثانية، فإن واحداً من بين 68 طفلا أميركياً يعاني من اضطراب التوحد، وهي نسبة ترتفع لدى الذكور أكثر من الإناث. وأشارت الدراسة إلى أن خطر الإصابة يرتفع لدى المولود الثاني من «1.5 إلى 3» أضعاف حال ولادته، في فترة أقل من سنة على ولادة المولود الأول.