في الوقت الذي تحصد فيه البطولات وتتوالى الانجازات ويتوسع الفارق في عدد الكؤوس عند البعض، هناك من يحصد الندامة والحسرة ولا يجد متنفساً غير الانتقاص من منافسيه والتقليل من شأنهم حتى لو لم يكونوا سبباً في عدم حصوله عليها، فالفكر الاحترافي الذي يقوم على احترام الغير منافساً كان أو متذيلاً للترتيب هو من قاد الثلاثة الكبار (الهلال والشباب والاتحاد) إلى البقاء في ساحة التنافس طوال السنوات السابقة، وهو ما سيبقيها لأخرى، لأنه باختصار يعمل لأجل ذلك، وما يحدث خارج الملعب لا يعنيه البتة لأنه لو انشغل به لراوح مكانه، والى الأبد. الناجحون فقط تشغلهم هممهم العالية ورغبتهم الدائمة في مزيد من العلو عن «سفاسف» الأمور ولغو الكلام، يمضون قدماً فيما البقية ما زالوا يتكلمون، شتان بين من يتفرغ لناديه ومن همه غيره فاز أو خسر، إن فاز ولو كان بهدف «غير شرعي» أو بغلطة حكم ملأ الدنيا ضجيجاً كأنه تحصل على بطولة، ولا تسعه الفرحة من «الشماتة» بالمهزوم وتقزيمه لدرجة أن يقال انه «صغير» ولو كان صغيراً كما يدعي لما كانت النتيجة بهذا القدر من الضآلة، لأن هذا الصغير في يوم ما كان السبب في مرارة تتجرع غصاتها حتى الآن عندما أخرج (الكبير) من كأس الملك قبل موسمين، وإن خسر فكل الحجج جاهزة ومعلبة في قوالب مسبقة تتداول في كل موسم وهي تركة توارثتها الأجيال والإدارات وإن تبدل الأشخاص وهل هناك أقوى حجة من الحظ والحكم؟! وشتان بين عقلية احترافية تحترم الجميع وتقول بأريحية إن هذا المنافس كبير، وان خسر هو ناد طموح يقدم كرة حديثة متطورة وفي كل موسم يثبت ذلك، وعقلية أخرى صغيرة غارقة في الوهم، تتمنى أن يتوارى الجميع، ويسلموا حتى تعود للواجهة من جديد وإلا فهم صغار ولا تاريخ لهم ويسأل بتهكم عمن يرأسهم. بطولات خارج الملعب تحضر بقوة هذا الموسم ممن استمرأوا الضحك على جماهيرهم، فمرة يحققون بطولة البيانات «الأطول» في التاريخ وأخرى انتقادات وانتقاص وتقزيم، لأن ذلك كله عندهم يساوي (كأساً ومنصة واحتفالاً)... فليهنأوا ببطولاتهم، ولا بأس بالمواصلة طالما ذلك يرضي طموحهم ويعيد الهدوء لنفسياتهم المتأزمة (الحرمان يفعل أكثر من ذلك)...! أما البطولات الحقيقية فلها فرسانها عاماً بعد عام.