خلال يومين فقط تحولت حياة المواطن محفوظ الياسين من أهالي المنطقة الشرقية من مجرد قصة مواطن اعتاد الكد والتعب على مركبته لسد حاجات أسرته طوال 20 عاماً، إلى رجل يعرفه كل السعوديين، بعدما تعرض لحادثة لا يمكن وصفها إلا بالعنصرية الطائفية، من شاب كان يوصله إلى إحدى الوجهات وتعرض له بألفاظ مسيئة، واعتدى عليه باليد على رغم كبر سنه، وكان أمام كل هذه الإساءات يرد بابتسامة وصبر، فكان جزاء صبره وقوف السعوديين معه في مشهد وطني يعكس التلاحم، وسقوط المسيء في قبضة الأمن. وكادت الحادثة التي وصمت ب«اللا إنسانية أن تودي بحياته بعد ارتفاع السكر عنده، لولا تهدئة الأهل والجيران له. لم يبال بصرخات الشخص الذي أركبه في سيارته، وإن كانت في مقابل كل ما كان يريده هو أن يهدأ والابتسامة لا تفارق وجهه المتعب، في واحة عرف عنها أنها تنبذ التعصب الطائفي وترميه خارج حدود واحة النخيل». (للمزيد). عبدالله الياسين قريب للحاج محفوظ (صاحب سيارة الأجرة) أكد في حديث إلى «الحياة» أن «ما جرى مؤلم ومخيف ومرعب، ويكشف عنه التسجيل الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي في كل مكان، وبعد انتشار مقطع الفيديو تحركت الجهات الأمنية للبحث عن الجاني وعن الضحية «صاحب سيارة الأجرة في المقطع». من جهته، أفاد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي: «في ما يتعلق بمقطع الفيديو الذي تم تناقله عن سائق ليموزين في الأحساء، وتعرضه للإهانة من شخص يقله، بلغنا أن شرطة الأحساء ألقت القبض على الشخص، والتحقيق جارٍ معه لإحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام».