يترقب تجار مكةالمكرمة موسمي الحج والعمرة المقبلين، وسط توقعات أن يشكلا «طوق نجاة»، يعوضاهم عن الخسائر التي منيت بها قطاعات عدة في مكةالمكرمة، على خلفية خفض نسب الحجاج، بسبب أعمال التوسعة في المسجد الحرام والمنطقة المركزية. فيما ترفع أعمال التوسعة التي تشهدها المدينة المقدسة حالياً القدرة الاستيعابية لأعداد المعتمرين شهرياً بنحو 1.250 مليون معتمر، وهو ما ينعش القطاعات كافة، وبخاصة الإيواء، الذي يضم 691 فندقاً، و90 شقة مفروشة. وقال رئيس مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة ماهر جمال: «إن فوائد مشاريع التوسعة العملاقة ستظهر على أرض الواقع، إذ سترتفع أعداد المعتمرين شهرياً بنحو 1.250 مليون معتمر، وذلك بدءً من شهر صفر المقبل، وهو ما ينعش السوق المحلية، من خلال توفير حزمة من فرص التوظيف لأبناء وبنات مكةالمكرمة، وتشغيل قطاع الخدمات لخدمة المعتمرين، وهو ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي». وأوضح جمال أن زيادة عدد المعتمرين تختلف عن زيادة أعداد الحجاج، بعد انتهاء أعمال التوسعة، «فزيادة عدد الحجاج تخضع إلى جملة من الاعتبارات المترابطة، فتوسعة الحرم المكي لا بد من أن تواكبها توسعة في منطقة المشاعر المقدسة والطرق والخدمات حتى تكتمل المنظومة». ولفت إلى أهمية نظام «المسار الإلكتروني» ضمن المنظومة المتكاملة، لتسهيل إجراءات طلب التأشيرة ومجموعة الخدمات التي توفر خلال دقائق معدودة، مستشهداً بحديث وزير الحج الدكتور بندر حجار، حول الخطط الطموحة لمضاعفة أعداد المعتمرين خلال السنوات الخمس المقبلة. وقدر رئيس مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة عدد الأسرة السكنية المخصصة للحجاج في مكةالمكرمة بنحو 2.208 أسرة، موزعة على 691 فندقاً، و90 شقة مفروشة، و200 ألف غرفة سكنية للمواسم، فضلاً عن 9 آلاف وحدة سكنية مصرح لها بشكل رسمي، مبيناً أن قطاع الإيواء كان الأكثر تضرراً من قرار خفض عدد الحجاج، إذ سجل فائضاً في الأسرة يزيد على 700 ألف سرير سنوياً خلال موسم الحج، وأكثر من مليون ونصف المليون في موسم العمرة. ولفت ماهر جمال إلى أن العمل الموسمي ينشط في موسمي الحج ورمضان، وهو ما يشكل «ضغطاً كبيراً» على السلع والخدمات وعلى التجارة، وعلى رغم الفرص التي تتيحها للسكان، إلا أنها تفرض عليهم مغادرة مساكنهم وأعمالهم للانخراط في الأعمال الموسمية»، معرباً عن أمله في أن تتوسع الأعمال بدءاً من الموسم الجديد لتشكل توازناً، ويتحول العمل من موسمي إلى مستمر، وهو أحد أهم أدوات تطوير منظومة الخدمات. وقال رئيس مجلس إدارة «غرفة تجارة مكة»: «إن المشاريع الكبيرة تشمل مشروع إعمار مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والطرق الدائرية والمحاور الإشعاعية والمراكز الحضرية، والنقل الترددي، فضلاً عن المخطط الإقليمي ومخطط تطوير المشاعر المقدسة، ومشروع النقل العام الذي يشمل أربعة خطوط للمترو، ثم مشروع معالجة الأحياء العشوائية، إضافة إلى المشروع الذي يشكل مستقبل مكةالمكرمة، وهو مشروع بوابة مكة على مساحة 80 مليون متر مربع، وهو النقلة الحضارية لمكة، وينفذ على مدى 20 إلى 25 سنة، ويضم عناصر قوية جداً، مثل مجمع الإدارات الحكومية والمتنزه الوطني، ومركز الحوار، وجامعة الحديبية وغيرها».