ارتفعت في احياء بيروت خلال اليومين الماضيين ملصقات كبيرة لشبان يرتدون بزات كحلية اللون يجسدون طابوراً عسكرياً لكنهم لا يحملون سلاحاً، وذيلت هذه الملصقات ب «حرس بيروت». انهم جزء من الشرطة البلدية التي تراجع حضورها في شوارع العاصمة اللبنانية منذ زمن الحرب على رغم ان اهلها لا يزالون يدفعون ضريبة حراستها، وبدا اليوم انها نفضت عن نفسها غبار الزمن بعدما شاخ من كان في سلكها وحلت مكانها حراسات خاصة بالمؤسسات. والملصقات التي اثارت انتباه المارة كانت مقدمة لاحتفال رسمي اقيم امس، في مجمع «بيال» بدعوة من محافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش لتخريج 450 عنصراً جديداً انضموا الى فوجي الإطفاء والحرس في العاصمة. وحضر الاحتفال رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء ونواب بيروت وممثلون عن قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، ومخاتير العاصمة وفاعليات. وإذ أوضح رئيس مجلس بلدية بيروت عبد المنعم العريس ان «الخطوة من اجل تعزيز الجهاز البلدي للعاصمة في مجالي الأمن والسهر على راحة المواطنين وسلامتهم». فيما أعلن قالوش «تموضع فوج حرس بيروت في شوارع العاصمة ابتداء من اليوم»، واصفاً الخطوة بأنها «متواضعة لكنها شديدة التأثير في تمتين مداميك الدولة». وأشار الى ان عدد الحرس الذين تم تخريجهم يبلغ 400 عنصر وسيلتحق بهم خلال ايام 250 آخرون، وبتوجيه من وزير الداخلية، سيخضع العدد الأكبر منهم للتدريب على انظمة السير ليكونوا عند الحاجة جنباً الى جنب عناصر قوى الأمن المولجين بالحركة المرورية في شوارع العاصمة ما يعني انه سيكون لبيروت حراسها الأقوياء. وطمأن قالوش الى ان بيروت «ستنعم بالمزيد من الأمن والاستقرار بفضل سهرهم ليل نهار على الأملاك العامة والخاصة وعلى سلامة البيئة، وبالتنسيق الوثيق مع قوى الأمن الداخلي، بعد الاحتضان الذي لقيه هؤلاء من قيادة الجيش التي غمرتنا بالعطاء». وقدم الخريجون عرضاً ميدانياً مع آليات، وكانوا خضعوا لتدريبات مكثفة على ايدي ضباط في الجيش اللبناني في ثكنة الشيخ عبدالله في بعلبك. ضباط لمكافحة الإرهاب وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي احتفلت بتخريج ضباط من قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني تدربوا على أيدي مدربين استراليين في مجال مكافحة الإرهاب، في حضور المدير العام اللواء اشرف ريفي وسفيرة استراليا لدى لبنان جاين دان وفاعليات عسكرية. وإذ شكرت السفيرة الأسترالية وباسم جهازها «الشرطة الفيديرالية الأسترالية» على الدعم الكبير من شركائها في لبنان قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني»، أشارت الى «ان أستراليا تقدر التزام لبنان تحديد وتدمير وتفكيك العمليات الإرهابية والمجموعات المتطرفة». اما اللواء ريفي فتحدث عن الإنجازات في مجال مكافحة الجريمة الإرهابية التي «دفعنا ثمناً غالياً لتحقيقها»، مؤكداً ان ذلك «ما كان ممكناً لو لم نجد الصيغة التكاملية مع الجيش اللبناني وبقية الأجهزة الأمنية اللبنانية»، وقال: «بعد هذه الإنجازات لم يعد يستطيع أحد أن يزايد علينا في الوطنية أو في الحرص على السيادة أو في معرفة موجبات الأمن الوطني، وما نطلبه من الآخرين بعض الاحترام لتضحياتنا ولشهدائنا، إن رجالنا يصلون ليلهم بنهارهم غير آبهين بالمخاطر، وهم مستعدون للتضحية بأغلى ما يملكون، ويعرفون مسبقاً أنهم عندما يستهدفون في صراعهم مع الإرهابيين بالكاد يبقى منهم أشلاء أو أجزاء تصلح لأن تدفن رمزياً في مسقط رؤوسهم، وعلى رغم ذلك، لا يترددون في الدفاع عن وطنهم وعن أولادهم».