صالحت أمانة الأحساء مواطناً أعطته إنذاراً، على خلفية بيعه «اللوز» المنتج محلياً، على ناصية أحد الطرق الزراعية في المحافظة. إلا أن البائع لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مسجلاً مقطعاً مصوراً، حكى فيه عن معاناته مع أمانة الأحساء، التي تحاصر بسطته، وتمنعه من البيع، فيما تسمح للباعة الآسيويين. وجرى تداول المقطع على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين، وحصد البائع تعاطفاً شعبياً كبيراً، وخصوصاً أنه استخدم في المقطع لغة مؤثرة إنسانياً، حتى كاد يبكي، وهو يتحدث عن مصدر رزقه «المهدد» من الأمانة. بيد أن أمانة الأحساء استطاعت أن تعيد توجيه الكرة لمصلحتها، باستخدام «التكتيك» ذاته، إذ وعدت البائع بمنحه «كشك» لبيع منتجاته من اللوز والرطب وغيرها من المنتجات الزراعية المحلية. كما عرض مواطنون على البائع مواقع أكثر ملاءمة لعرض «بسطته» المتواضعة. وهو ما دفع البائع إلى الظهور في مقطع آخر، جرى تداوله على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه مبتسماً، وهو يعرض بضاعته من اللوز، في متنزه الملك فهد، ويكيل المديح إلى أمانة الأحساء. بيد أن الأمانة أكدت في بيان صحافي أصدرته أمس لتوضيح ما جرى، أن «منع أي مواطن من طلب الرزق ليس من نهج الأمانة، إذا ما التزم الأنظمة والقوانين، المرتبة لممارسة الأنشطة التجارية بأشكالها المختلفة». وعزت منع البائع من البيع في الطريق العام إلى «الخوف على سلامته من السيارات، وصوناً للمنظر العام من التشويه»، على حد قول الأمانة. وعلق المتحدث باسم الأمانة خالد البوشل، على ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتظلم أحد المواطنين من مراقبي أمانة الأحساء، ومنعه من البيع، وقال: «المواطن يمارس البيع عبر التجوال، وتم رصده مرات عدة على طريق عين اللويمي المؤدي إلى عين الخدود، وهو يضع طاولات العرض ومعدات في مواقع البيع لاستخدامها في اليوم التالي، وحجز الموقع بهذه المعدات من دون رفعها مدة طويلة». وأشار إلى أن المواطن بذلك «شوه المظهر العام مع تجمع الأوساخ ومضايقة مرتادي الطريق وتعريضهم ونفسه إلى الخطر». وأكد بوشل «عدم منع البيع، وإنما أعطينا اشعاراً لرفع الأخشاب والحديد عن الطريق وفق ما نصت عليه الأنظمة واللوائح»، لافتاً إلى أن «الأمانة تعمل على إعداد وتنظيم خاص بأصحاب البسطات الموسمية».