أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصره في الرياض أمس محادثات مع رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس، جرى خلالها البحث في أوضاع المنطقة، وعرض العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مستجدات الأحداث في المنطقة. وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية أن باريس وقَّعت أمس عقوداً مع السعودية تصل قيمتها إلى10 بلايين يورو. وقال إن زيارته للسعودية والعقود التي وُقِّعت في الرياض، تشير إلى علاقة الثقة التي أقامها الرئيس فرانسوا هولاند مع القيادة السعودية منذ ثلاثة أعوام. وأكد البلدان على لسان وزيري خارجيتهما عادل الجبير ولروان فابيوس تطابق موقفي بلديهما حيال أزمات المنطقة، ولاسيما اليمن وسورية، وشددا على أن لا حل في سورية من دون رحيل الرئيس بشار الأسد. وشددت الرياض على تمسكها برحيل الأسد. (راجع ص 2) وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ل«الحياة» إنه بحث في الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لموسكو في شقها السوري، «أثرت الموضوع مع الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير، فوضعانا في صورة ما تمت مناقشته مع الجانب الروسي، الذي قدَّم رؤيته عن تدخله في سورية، بأنها حرب ضد تنظيم داعش، مع هدف التوصل إلى حل سياسي، يتعلق ببشار الأسد. ولكن كانت كل نقطة من طرحهما موضوع نقاش وتساؤل. فهل التدخل الروسي يتيح إيجاد استقرار في سورية؟ وهل الطرح بالنسبة إلى مستقبل بشار الأسد كاف أو واقعي؟ وما الدور المخصص للائتلاف المعارض الوطني؟ وهل الضربات الروسية فعلاً ضد «داعش»، في حين أنها ضد المعارضة المعتدلة اليوم؟ لكن هناك خط تواصل بين السعودية وروسيا، كما أن فرنسا لها تواصل مع روسيا، والدول العربية، والولايات المتحدة. وسأجري اتصالاً هاتفياً بنظيري الأميركي جون كيري اليوم (الأربعاء). وزاد وزير خارجية فرنسا: «لدى فرنسا والسعودية وجهتا نظر متقاربتان جداً إزاء هذا الموضوع». وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تطابق الرؤى مع فرنسا تجاه الأوضاع في اليمن والعراق وسورية ولبنان، ومواجهة التدخلات الإيرانية، وأشار إلى أن هذا التوافق السياسي «من النادر حدوثه بين بلدين». وذكر أن دعم السعودية للمعارضة السورية ضد «آلة قتل بشار الأسد مستمر»، وأضاف: «نجنِّد العالم لدعم المعارضة ضد الأسد، ودعمنا للمعارضة قائم كما هو، وسيأتي يوم في سورية لا يوجد بشار الأسد». ولفت الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي فابيوس في الرياض أمس إلى أنه لا صحة لحديث الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن لا دور لإيران في بلاده، وأضاف: «ما زلنا نأمل بأن تبدأ العملية السياسية، وأطلقنا عمليات إنسانية واسعة؛ لنقل اليمن لمستقبل أفضل (...) ونهاية القتال بيد صالح والحوثيين». وشدد على أن إيران دعمت الحوثيين «بالسلاح والخبراء العسكريين». وحول تغيُّر موقف المملكة من الأزمة السورية، قال: «موقفنا لم يتغير من بداية الأزمة في سورية، وبشار الأسد هو سبب الأزمة، ودمر البلد بأكمله، وموقفنا ثابت، ونحاول أن نقنع الروس بأن أي حل سياسي للأزمة في سورية يتضمن رحيل الأسد».