لم يعد البحث عن مكان هادئ للعمل يمثل هاجساً بالنسبة إلى الموظفين المستقلين وأصحاب المشاريع الناشئة من الشباب الذين لم يحصلوا على مكاتب خاصة، ولا يملكون المال الكافي للقيام بذلك. إذ انتشرت في الآونة الأخيرة «مساحات العمل المشتركة» في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، وهي توفر أماكن مجهزة للعمل بأجواء مريحة وأسعار مناسبة. وتعرف موسوعة «ويكيبيديا» هذه المساحات بأنها أماكن عمل تؤسسها بعض الشركات المتخصصة في مجالات تكنولوجية أو محاسبة أو فنية، إضافة إلى المبادرات الشخصية. وتتصف هذه المساحات بالهدوء وتوافر سبل الراحة وتقديم وسائل تساعد الأفراد والمجموعات على تحقيق مشاريعهم. واحتضنت دبي كثيراً من هذه المساحات في السنوات الأخيرة، من أبرزها مساحة «استرولابز دبي» التي تم انشاؤها في نيسان (أبريل) الماضي بالتعاون مع «غوغل»، وتعد مركزاً لدعم الشركات الناشئة المبتكرة. وذكرت مديرة العمليات في «استرولابز دبي» ميشال جوزف، أن مهمة المركز هي «سدّ الثغرة في البيئة الحاضنة، والاستجابة إلى حاجات شركات التكنولوجيا الناشئة الحقيقية والعملية». ويوفر المركز برامج تدريبية بهدف اكتساب مجموعة متنوعة من مهارات الأعمال والمهارات الرقمية، إلى جانب تقديم الإرشاد وورش تدريبية وفرص بناء علاقات عمل، والنفاذ إلى شبكات الاستثمار. ومن هذه المساحات أيضاً، «مايك بزنس هاب» التي تأسست على يد ليث ماثيوز عام 2011، و«امباكت هاب» التي تعد جزءاً من شبكة عالمية تضم نحو 65 مساحة في العالم، تجمع بين أكثر من 8 آلاف مشترك، وفتحت أبوابها عام 2014. بالإضافة إلى مساحة «اي 4» التي تمتاز بجذب الكثيرين بفضل الفاعليات التي تنظّمها، والمكتبة المليئة بتبرعات الزوار. وتقدم هذه التجارب فرصاً للعمل المشترك والابتكار، بهدف تطوير أفكار الشباب وتحويلها إلى مشاريع ملموسة، خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الفئات الشابة المنتجة. ويتاح لزوارها الاختيار بين العمل على أحد المكاتب أو الطاولات المشتركة، أو استئجار غرفة للاجتماعات الخاصة، مع توفر خدمة الانترنت ومكان لبيع الأطعمة والمشروبات. وتأسست «مساحة العمل المشتركة» الأولى قبل عشر سنوات، على يد براد نويربرغ في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية. وكانت عبارة عن دور علوي يعمل فيه ثلاثة أشخاص في مجال التكنولوجيا. ويوجد الآن أكثر من 700 موقع لأماكن العمل المشترك في الولاياتالمتحدة.