أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن المملكة أوضحت لروسيا قلقها «في ما يتعلق بالعمليات العسكرية في سورية، وقلق المملكة بأن تفسر هذه العمليات بأنها تحالف مع إيران وحزب الله وبشار»، مشيراً إلى أنه تم التأكيد بأن هدف العمليات هو «محاربة تنظيم داعش الإرهابي»، وشدد على أن السعودية «لن تغير موقفها من رحيل بشار الأسد عن السلطة». وأشار الوزير الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي في موسكو أول من أمس، إلى أن «الرياض تسعى لتعزيز علاقاتها مع موسكو؛ لتتناغم مع حجم البلدين الاقتصادي، ودورهما السياسي في العالم»، منوهاً باللقاء الإيجابي بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأكد أن موقف المملكة تجاه الأزمة في سورية وتجاه بشار الأسد بالتحديد «لن يتغير»، وأضاف: «نعتقد بأن الحل الأفضل في سورية هو حل سياسي مبني على مبادئ تفاهم (جنيف1) الذي يدعو إلى تأسيس سلطة انتقالية من النظام والمعارضة تقوم بإدارة شؤون البلاد، وتحضير البلاد لانتخابات جديدة ووضع دستور جديد وتنحي بشار الأسد؛ لكي يكون لسورية مستقبل جديد من دون أي دور للأسد». وأوضح أن موقف المملكة هو الإصرار على عدم وجود أي دور للأسد في سورية، والاستمرار في تقديم الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، مشيراً إلى أنه تم بحث أفكار جديدة بين الطرفين حيال كيفية تفعيل وتطبيق مبادرة مبادئ «جنيف1»، وإيجاد آلية للوصول للهدف المشترك بين الطرفين الذي يتمثل في دولة سورية موحدة تعيش فيها جميع مكوناتها بحقوق مكفولة لها وبمساواة. وأعرب عن تطلعه لإيجاد الحل المناسب لسورية الذي يضمن وحدة البلاد، ويحافظ على مؤسساتها العسكرية والمدنية، ويحفظ جميع حقوق شعبها، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الروسي أوضح أن الرئيس الروسي وولي ولي العهد اتفقا على أن يكون هناك تكثيف في التشاور والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الحكومتين في القطاعات المختلفة؛ من أجل تكثيف التشاور. لافروف: تعاون استخباراتي ودفاعي مع الرياض في الملف السوري من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن القوات الروسية في سورية «تعمل فقط لمحاربة داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية، وأنه يجب أن تنتصر للسلام المدني في سورية، وإطلاق العملية السياسية بأسرع وقت ممكن. وأوضح لافروف أن اللقاء بين بوتين والأمير محمد بن سلمان ناقش «كيفية تطبيق إعلان جنيف1، وتم تحديد المواقف والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل مواصلة السير بهذا الاتجاه، وأضاف: «نحن ندرك ما يثير القلق السعودي في ما يخص الضربات الجوية الروسية ضد الأهداف في سورية، وروسيا مستعدة لإقامة علاقات أكثر بين المخابرات ووزارتي الدفاع في البلدين، وهذا ما لاقى ترحيباً من ولي ولي العهد السعودي، مشيراً إلى أن روسيا لا تريد أن تكون المملكة في شكوك من الأهداف التي يصيبها سلاح الجو الروسي. وأضاف: «نتيجة الأزمة في سورية حالياً هو تدفق آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم بما فيها المملكة العربية السعودية وروسيا إلى سورية، وهؤلاء الأشخاص يشكلون خطراً ليس فحسب على المملكة العربية السعودية وروسيا، بل على العالم أجمع، ولذلك يجب ألا يوجد أي شك أن المملكة العربية السعودية وروسيا تتشاور وتنسق وتسعى لتكثيف جهودها المشتركة لمواجهة الإرهاب وأحد الأسباب التي تدفع البلدين لإيجاد حل عاجل في وسورية هو لوضع حد لانتشار الإرهاب في المنطقة.