أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن القمة العربية المرتقبة في ليبيا أواخر هذا الشهر، ستشهد «محاولات لكسر الجليد والتحرك نحو جمع الشمل العربي» عبر استكمال المصالحات. وكشف في حديث إلى «الحياة» أن هناك اتصالات مصرية على مستوى عالٍ مع دمشق «يجب ألا أفصح عن محتواها»، واصفاً سورية بأنها «ميزان المشرق»، ومعتبراً أي اعتداء إسرائيلي على سورية ولبنان «خطاً أحمر». وفي الحديث الذي أجري عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب، قال أبو الغيط رداً على سؤال عن دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى إزالة اسرائيل: «العالم لن يسمح بتحطيم إسرائيل، وعلى الإيرانيين ألا يخدعوا الفلسطينيين». وأقر وزير الخارجية المصري بأن المنطقة باتت رهينة لطهران حتى تسوية الملف النووي الإيراني، لكنه شدد على أن مصر هي «رأس الحربة في الدفاع عن المصالح العربية»، و»لا تخشى أحداً في سياساتها». وإذ حذر من عواقب أي مواجهة «شاملة» مع اسرائيل، وتداعياتها إقليمياً، كرر أن مصر لن تبدل ورقتها للمصالحة الفلسطينية، مستبعداً أن تحسم «حماس» أمرها قريباً. ونبّه إلى «توجهات إيرانية تفرض ثقلها» على الحركة و»يجب ألا تُرهن المصالح الفلسطينية على محراب مواجهة إيرانية – غربية». وزاد أن دمشق «تسعى إلى مصلحة فلسطينية – عربية»، نافياً وجود فتور في العلاقات المصرية – السورية. لكنه أقر بأن كسر الجمود في هذه العلاقات يتيح «إمكانات جدية لتسريع المصالحة الفلسطينية»، لافتاً إلى ضرورة «تحييد التأثير الإيراني». ودعا ابو الغيط الرئيس باراك أوباما إلى «حسم رؤيته» للتسوية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن هناك «بُطأً شديداً في تحقيق طروحاته، وهو مكبّل بإرث الإدارة الأميركية السابقة». وأعرب عن أمله بتكثيف الاتصالات بين القاهرة والدوحة، مشيداً ب «تحرك أشقائنا» القطريين في رعاية الاتفاق بين الخرطوم و «حركة العدل والمساواة» لمعالجة «مأساة دارفور». ورفض الحديث عن «ارتباك الدور المصري» إقليمياً. وحين سئل هل أرجأ القضاء المصري البتّ في قضية «خلية حزب الله» مراعاة لظروف إقليمية، أجاب: «القضاء المصري لا يأخذ في الحسبان الاعتبارات السياسية».