في يومين فقط..! لفت انتباهي وأنا أتصفح الصحف اليومية، نشر بعضها في صفحاتها الرياضية أخباراً تنقصها المعلومة والدقة، وهذا عيب كبير وزلة محسوبة على الصحافة..! هناك صحيفة رياضية متخصصة نشرت خبرين في عدد واحد عن مباراة الحزم والأهلي «المؤجلة» التي طالب الأهلي بتقديمها يوماً واحداً، وجاء الخبران في صفحتين مختلفتين، أحدهما أشار إلى رفض إدارة نادي الحزم تقديم المباراة، والآخر يؤكد الموافقة على طلب الأهلي..! وصحيفة أخرى كانت تصرّ على أن لقاء الفريقين «ودي»، وهو في الأصل لقاء مؤجل من الدور الثاني لدوري زين للمحترفين، تم تأجيله بقرار من اتحاد الكرة، مع لقاء آخر للفريق الحزماوي مع النصر، نتيجة حالة اشتباه بإصابة بعض لاعبي الحزم بأنفلونزا الخنازير! لكن الأسوأ من ذلك، هو إصرار بعض الصحف، أو مراسليها على أن المباراة التي جمعت منتخبي عمان والكويت في مسقط يوم أمس، هي مباراة ودية تأتي ضمن أيام «الفيفا»! بينما هي في واقع الأمر مباراة مصيرية «ومفصلية» للمنتخبين الشقيقين، تأتي ضمن مواجهات التصفيات النهائية لكأس آسيا التي تستضيفها قطر في 2011 المقبل. ولا شك في أن وقوع الصحف في هذه الأخطاء المعلوماتية السهلة، يسبب حرجاً كبيراً للصحيفة أمام قرائها، قد تفقدها ثقتهم فيها، خصوصاً أن القارئ اليوم لم يعد هو قارئ ما قبل الألفية الثالثة، وأصبح ناقداً كبيراً يجب أن يحسب له حسابه، إن ما يؤلمني أن هذه الأخطاء تزيد في صفحات الرياضة، على رغم أننا نعيش ثورة معلوماتية، يصبح في وجودها الخطأ غير مقبول، فكم من المواقع الرياضية المجانية المتاحة للتصفح، وكم من القنوات الفضائية الرياضية المفتوحة، ومع ذلك يتكرر نشر المعلومات الخاطئة، المعلومة لدى عامة الناس..! إذا سلمنا أن المراسل غير ملم بتصفح المواقع الرياضية، أو أنه غير راغب في ذلك، إما لانشغاله أو لكسله وهذا النوع من المراسلين عليه أن يطور نفسه، فإن على محرر الصفحة، أو قسم المراجعة والصياغة، أو ما يسمى ب«الديسك» مسؤولية تصحيح المعلومة، ولو افترضنا جدلاً أن كل هؤلاء لم يدققوا في الخبر، فهنا يكون الدور على رئيس القسم أو مدير التحرير، لأنه المسؤول الأول عن كل ما ينشر في صفحات قسمه، وهو الذي عليه أن يكون متابعاً، ومطلعاً على كل الأخبار والأحداث الرياضية الجديدة منها والقديمة، وحتى تلك المتغيرة! لكن ذلك لا يمنع من القول إن صحافتنا الرياضية تضم في أقسامها الرياضية نخبة من الزملاء المراسلين والمحررين المميزين الذين تمكّنوا من تطوير أدواتهم، وأصبحوا على علاقة بالقارئ الكريم، ونجحوا في الفوز بثقته، وهذا أمر مهم جداً. [email protected]