حملت الصحف العبرية الصادرة أمس في شدة على زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان غداة التحقيق الذي أجرته الشرطة معه بشبهة «تشويش مجرى العدالة» و«إساءة الأمانة» من خلال حصوله في شكل غير قانوني على معلومات عن إجراءات اتخذتها الشرطة سرياً تتعلق بالتحقيقات معه في قضايا فساد. ودعا معلقون بارزون وزير الخارجية إلى الاستقالة فوراً، أو قيام رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بإقالته، وربطوا بين تورط الوزير في مخالفات جنائية كثيرة (رشى وتبييض أموال) وبين توريط إسرائيل سياسياً في الحلبة الدولية وتسويد سمعتها. ولم يتردد أحدهم في القول إنه لا توجد لإسرائيل «ديبلوماسية» إنما «ديبلومافيا»، فيما التمس ليبرمان للمحكمة الإسرائيلية العليا التحقيق مع القائد العام للشرطة دودي كوهين في تسريب معلومات عن التحقيقات معه إلى وسائل الإعلام. وكشف التحقيق الجديد أن ليبرمان حصل قبل عامين على مواد سرية تابعة للشرطة الإسرائيلية تتعلق بالتحقيقات الجنائية في شبهة ارتكابه أعمال فساد. وتم ذلك حين تلقى السفير الإسرائيلي في روسياالبيضاء زئيف بن أرييه مغلفاً مختوماً كُتب عليه أنه سرّي لتسليمه إلى شرطة روسياالبيضاء وشمل مستندات واستفسارات وطلب معلومات تتعلق بشبهات الفساد المنسوبة إلى ليبرمان وعن علاقاته بجهات في روسياالبيضاء، لكن بن أرييه فتح المغلف واطلع على المواد وبعد ذلك سلمه إلى ليبرمان حين كان نائباً في الكنيست. ووفقاً للشرطة الإسرائيلية، كان يحظر على بن أرييه فتح المغلف، لكنه اعترف بفعلته، فيما ادعى ليبرمان أنه لم يقرأ مضمون المغلف الذي تسلمه من السفير. غير أن وسائل الإعلام تساءلت عن دوافع ترقية بن أرييه وتعيينه مستشاراً للشؤون السياسية وسفيراً في دول البلطيق مع تسلم ليبرمان حقيبة الخارجية، على رغم وجود عدد كبير من المرشحين المناسبين. ووجهت الشرطة إلى ليبرمان خلال تحقيقها معه تهمتي «إساءة الأمانة» و«تشويش مجرى العدالة».