أثينا - رويترز، أ ف ب - أعلنت حكومة اليونان أمس إجراءات جديدة للتقشف تهدف إلى تقليص العجز العام وتوفير 4.8 بلايين يورو. ويأتي نصف المبلغ من خفض النفقات العامة والنصف الآخر من زيادة العائدات. وأكد مسؤول بعد اجتماع للحكومة اقتطاع 60 في المئة من مرتب الشهر ال 14 لموظفي القطاع العام و30 في المئة من مرتب الشهر الثالث عشر وتجميد رواتب متقاعدي القطاع العام. وتشمل الإجراءات زيادة على ضريبة القيمة المضافة بواقع نقطتين مئويتين إلى 21 في المئة ورفعاً بنسبة 20 في المئة في الرسوم المفروضة على الكحول والتبغ. وأكد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أول من أمس على الوضع «الكارثي» للمالية اليونانية وتطرق إلى «كابوس سيناريو الإفلاس»، مؤكداً ضرورة اتخاذ «إجراءات مشددة» لضمان خفض العجز العام بنسبة أربعة في المئة من إجمالي الناتج الداخلي عام 2010 بأسره. وأضاف أن أوروبا بالكامل ستكون مهددة إذ أخفقت اليونان في اتخاذ قرارات شجاعة لخفض أعباء الديون التي تبلغ 300 بليون يورو وهو ما يتجاوز الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد. وأفاد مكتب باباندريو بأن رئيس الوزراء سيزور فرنسا الأحد المقبل للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وسيجتمع باباندريو مع المستشارة الألمانية أنغلا مركل في برلين الجمعة المقبل ومع الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلثاء المقبل. ويُتوقع أن يبحث باباندريو خلال لقاءاته أزمة المالية العامة في بلاده التي بدأت تهدد منطقة اليورو والعملة الأوروبية الموحدة. وارتفع اليورو في أسواق الصرف الأجنبية إثر الأنباء عن الخطة اليونانية وانخفضت تكاليف الاقتراض اليوناني وبلغت علاوة المخاطرة على السندات اليونانية لأجل 10 سنوات 291 نقطة أساس فوق السندات الألمانية القياسية وهو أدنى مستوى لها منذ أوائل شباط (فبراير). واحتشد نحو 500 عامل في وسط أثينا وتوجهوا صوب وزارة المال في أول احتجاج ضد الإجراءات الجديدة. ويعتزم الموظفون المدنيون تنظيم احتجاج ضد إجراءات التقشف خارج الوزارة. ونظم سائقو سيارات الأجرة احتجاجاً في أثينا ومن المقرر أن تنظم نقابة العمال الاشتراكية مسيرة في ميدان سينتاغما بوسط العاصمة في وقت لاحق. ومع ذلك تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحكومة تتمتع بمساندة الغالبية لخطة التقشف. وأبدت أكبر نقابة لعمال القطاع العام في اليونان «أديدي» رد فعل غاضباً على الإعلان عن إجراءات تقشفية جديدة محذرة من أنها قد تثير اضطرابات اجتماعية. وقال الأمين العام ل «أديدي» إلياس إليوبولوس لوكالة «رويترز»: «سنخرج إلى الشوارع بكل قوتنا. أخشى من حدوث انفجار اجتماعي... سيجوع الشعب قريباً».