أكد السفير الروسي لدى الرياض أوليغ أوزيروف نية بلاده عدم خوض قتال على الأرض في سورية. وتهكم من ضربات التحالف الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة لضرب «داعش» في سورية والعراق، وقال: إن ذلك زاد التنظيم الإرهابي الدموي عدداً وقوة. وشدد على أن موسكو منفتحة على التشاور مع كل الأطراف، لافتاً إلى أن هناك «توافقاً وتقارباً كبيرين في المواقف مع السعودية». وقال: «90 في المئة من خلافاتنا مع السعودية وهمية». وقدر أوزيروف، في مقابلة أجرتها معه «الحياة»، عدد مواطنيه المنضوين تحت ألوية الفصائل المقاتلة في سورية بنحو ألفي عنصر. (للمزيد) وأضاف أن هناك خمسة آلاف مقاتل من روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة المستقلة بين صفوف «داعش»، وقال: «سمعنا أن هناك نحو ألفي عنصر من روسيا، و3 آلاف من الجمهوريات. ويمكن أن يكون عددهم أقل أو أكثر، لكن في النهاية نحن لا نريد أن يعود هؤلاء إلى روسيا بعد تجربتهم في القتل والتدمير وقطع الرؤوس لينشروا الإرهاب في بلدنا». وأكد تحفظ بلاده على «الاعتداء على أية دولة من دون وجود قرار من مجلس الأمن الدولي»، مبرراً الوجود الروسي في سورية بأنه بناء على «دعوة من الشرعية»، في إشارة إلى نظام بشار الأسد. وشدد على أن القوات الروسية لا توجِّه ضربات إلى المدنيين. وتهكم السفير الروسي على ضربات الائتلاف الذي تقوده أميركا على «داعش» في سورية والعراق، مؤكداً أنها «لم تؤدِ إلى إضعاف التنظيم، ولم تكن ذات فعالية»، مضيفاً: «إن عدد عناصر «داعش» في بداية انطلاقه كان في حدود ألف عنصر. ووصل عددهم اليوم إلى 50 ألفاً، وربما 100 ألف». ولفت إلى أن «التنظيم، بعد ضربات ائتلاف يتكون من 60 دولة، وهو أكبر من الائتلاف الذي تم تكوينه ضد هتلر، أصبح أكبر وأكثر قدرة». وشكك أوزيروف في فعالية الحرب الأميركية على «داعش»، متسائلاً في ظل نتائج الضربات الأميركية في سورية: «لماذا كانت هذه الضربات فعالة عام 2003 عندما كانت ضد صدام حسين؟ وكانت فعالة كذلك ضد نظام العقيد معمر القذافي؟ بينما هي غير فعالة الآن في سورية»؟ وأبدى استغرابه من تعامل بعضهم مع روسيا على أنها «الاتحاد السوفياتي» السابق! وأبقى أوزيروف الباب مفتوحاً أمام الحلول السياسية في سورية، داعياً إلى أن يكون هناك «تفكير عميق في المراحل المقبلة، وأكد أن «من لا يريد العملية السياسية ويلجأ إلى الإرهاب فسنحاربه؛ لأن هذا خطر على أمننا، وخطر على الجميع، بمن فيهم السعودية والخليج».