تتجه لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام التي عقدت اجتماعاً وزارياً في القاهرة مساء أمس نحو الموافقة على الاقتراح الأميركي عقد مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع ربطها بسقف زمني، بعدما ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالكرة في ملعب اللجنة قبل الاجتماع، مؤكداً التزامه بما تقرره في شأن عرض واشنطن. وناقش وزراء لجنة المتابعة التي تضم 13 دولة عباس في الاقتراح الأميركي في غياب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في أعمال دورتهم العادية ال133. وقالت مصادر عربية شاركت في الاجتماع، إن «اللجنة تتجه إلى الموافقة على انخراط السلطة الفلسطينية في هذه المفاوضات لمدة محددة، مع الطلب من الإدارة الأميركية الراعية لعملية السلام العمل على تجميد الاستيطان في الضفة ووقف التصرفات الاستفزازية والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات». وأطلع عباس الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأعضاء اللجنة على الضغوط التي تمارس عليه من قبل الولاياتالمتحدة والتراجع في الموقف الأميركي تجاه وقف إسرائيل للاستيطان في الاراضي المحتلة. وقالت المصادر إن الرئيس الفلسطيني «أبلغ المشاركين رفضه استئناف المفاوضات المباشرة قبل ضمان مرجعية حدود العام 1967 وعاصمتها القدس، وممارسة واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس، وان المفاوضات يجب أن تبدأ من النقطة التي انتهت عندها في كانون الثاني (يناير) 2008، وأكد رفض الدولة الموقتة». وأشارت المصادر إلى أن عباس «أكد أن هناك تراجعاً خطيراً في الموقف الأميركي عن الموقف الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما في بداية ولايته، وأن الجمود والشلل هما السمة الأساس لعملة السلام في المنطقة بسبب المواقف الاسرائيلية المتعنتة واستمرار الحكومة في خلق وقائع على الارض تهدد في شكل خطير الحل المتمثل في دولتين وتهدد إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة عاصمتها القدسالشرقية وتضر بنتائج مفاوضات الوضع النهائي». وقبيل الاجتماع، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة مساء امس إن السلطة مستعدة للدخول في مفاوضات «لكن على أسس واضحة»، لافتاً إلى أن «الجانب الإسرائيلي هو الذي يضع العراقيل كي نقول لا، حتى يتهرب من التزاماته ويُلام الجانب الفلسطيني». وكان عباس قال في مؤتمر صحافي بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ صباح أمس، إن فكرة المفاوضات غير المباشرة «تخضع لمزيد من البحث». وأضاف: «تباحثنا مطولاً مع الجانب الأميركي في أسسها ومرجعيتها ومدتها... قدم الأميركيون لنا رؤيتهم في ما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة المقترحة وما بعدها، ونحن أبلغنا (الأميركيين) من البداية بأن هذه القضية لا بد من التشاور فيها وأخذ الموقف العربي في شكل واضح وصريح. سنطرح كل التفاصيل على لجنة المتابعة، وما تتخذه بالتأكيد سنلتزم به». وطالب القمة العربية التي تعقد في طرابلس نهاية الشهر الجاري ب «موقف واضح ومحدد بالنسبة إلى القدس خصوصاً ... وإذا لم تبادر الأمة العربية وتسارع للعمل على حماية القدس، فالوقت سيكون متأخراً، ونرجو أن لا يحصل هذا».