انتاب قلق و هلع أهالي العاصمة المقدسة بعد ظهور موجة حمى الضنك من جديد، حيث أوصد المواطن (ه.ع) أبواب منزله في «حي العزيزية» قبل أن يسافر إلى العاصمة (الرياض) مصطحباً أفراد عائلته، خوفاً من الإصابة بالمرض فيما فوجئ مشعل العتيبي بضيوفه يستأذنونه طالبين العودة إلى مدينتهم وإنهاء زيارتهم إلى مكة لأداء العمرة، بعد إصابة خادمتهم الآسيوية ب «حمى الضنك»، بينما هجرت عائلة محمد الشيخ منزلها في «حي الفيصلية» وركنوا إلى شقة مفروشة في ضواحي مكةالمكرمة بعد نزول «صاعقة» حديقة منزلهم على أكثر من ثلاثة آلاف يرقة للبعوض الناقل للمرض، والتي أخبرهم بها مندوبو فرق المكافحة المنزلية التابعة ل «أمانة العاصمة المقدسة». وفي جانب آخر، تشير مصادر مطلعة ل «الحياة» إلى ظهور حالات عدة ب «حمى الضنك» في مكةالمكرمة، خصوصاً مع تفشي البعوض الناقل للمرض في أرجاء العاصمة المقدسة. وفيما تواصل «صحة مكة» تحميل أمانة العاصمة المقدسة مسؤولية الإفصاح عن عدد حالات الإصابة بالمرض مستندة على محضر اتفاق مشترك لتنظيم العمل بهذا الخصوص، علمت «الحياة» أن اجتماعاً سيعقد صباح اليوم (الأربعاء) بين مسؤولي «الصحة» و«الأمانة» لتحديد المهمات وتنظيم العمل والوقوف على آخر التطورات وبحث مستجدات «هاجس حمى الضنك»، إضافة إلى تحديد الجهة المسؤولة عن الإفصاح عن عدد الحالات المصابة. بدوره، كشف الناطق الإعلامي في «صحة مكة» ل «الحياة» تكفل «الصحة» بمهمتين «وقائية» و«علاجية» في التعامل مع «حمى الضنك»، وقال: «يتمثل الدور الوقائي بالفرق المتخصصة التي تساند في مكافحة حمى الضنك، إذ تسحب عينات من المياه الراكدة من مواقع وأماكن تجمعها وتحليلها، وترشد فرق المكافحة إلى مواقعها في حال أثبتت الفحوصات المخبرية تشكيلها بيئة توالد البعوض الناقل للمرض، بينما يتجسد الدور العلاجي في فتح أبواب المستشفيات وتوفير الكوادر المؤهلة والعلاجات لاستقبال الحالات المصابة بحمى الضنك، وتقديم العناية والرعاية الطبية اللازمة لها، حتى تتماثل للشفاء». وعلى ذات الصعيد، حدد وكيل أمانة العاصمة المقدسة المهندس عبدالسلام مشاط غرة ربيع الثاني موعداً لفتح المظاريف وإرساء عقد مشروع مكافحة حمى الضنك في مكةالمكرمة إلى إحدى الشركات الوطنية المتخصصة، وكشف اتجاه «الأمانة» إلى الاكتفاء بمهمات الإشراف والمتابعة بعد إيكال مهمة مكافحة حمى الضنك في العاصمة المقدسة إلى القطاع الخاص. ولفت إلى أن فرق المكافحة المنزلية التابعة ل «الأمانة» تستكشف بؤر توالد البعوض الناقل ل «المرض» وتقضي عليها باستخدام مبيدات مختارة بعناية لتكون «صديقة للبيئة»، وغير ذات «أضرار جانبية». مشيراً إلى أن فرق الرش الفراغي التابعة ل «الأمانة» تستكشف أيضاً بؤر التوالد خارج المنازل، (مثل: البرك، والمستنقعات، ومجاري السيول)، فضلاً عن مكافحتها للبعوض «البالغ». وفيما كشف وكيل أمانة العاصمة المقدسة تدريب وتأهيل عشرات الشبان السعوديين على أعمال مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك، وعمليات الاستكشاف «اليرقي» وكيفية مكافحة بؤر توالد البعوض والبعوض «البالغ»، نوّه إلى إعداد خرائط تقنية توجه الفرق الميدانية باستخدام برنامج تقني حديث، يعد إحصاءات دقيقة ويرسم خريطة حركة الفرق بكل «احترافية». وكشف المهندس مشاط معالجة 385132 وحدة سكنية، ومكافحة 45314 بؤرة من بؤر البعوض الناقل للمرض في مكةالمكرمة. إلى ذلك، شكا عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور مشعل البراق من عجز فرق المكافحة عن القضاء على أكبر بؤرة لتوالد البعوض الناقل للمرض وانتشاره في «حي العزيزية»، وكشف تحويل مياه الأمطار التي هطلت على مكةالمكرمة أخيراً مستودع مفروشات «مهجور» إلى بيئة مثلى ل «تصدير» المرض إلى أهالي الحي، من دون أن تتم مكافحتها أو القضاء عليها. وقال: «لم تكن والدتي وخادمتي الوحيدتين اللتين أصيبتا بالمرض، إذ إن العشرات من سكان الحي أصيبوا به أيضاً، خصوصاً بعد مساهمة هذا المستودع المهجور المليء بالمياه الراكدة والبعوض الفتاك في انتشاره بصورة مرعبة، وعلى رغم مطالبتنا فرق المكافحة المنزلية والرش الفراغي بالقضاء على هذا المخزن الذي استحال مصدراً للأوبئة، إلا أن ذلك لم يتم للأسف، خصوصاً بعد امتناعهم عن دخوله بحجة أنه ملكية خاصة لا يستطيعون التعدي عليها من دون وجه حق». وزاد: «طالبنا بتشكيل لجنة من أمانة العاصمة المقدسة وشرطة العاصمة المقدسة وعمدة الحي للبحث عن المالك، أو حتى تغليب المصلحة العامة والحفاظ على سلامة الأهالي عبر فتحه، والقضاء على بؤر الراكدة والبعوض الذي يقيم داخله، لحماية المغلوبين على أمرهم من القاطنين جواره، ولازلنا ننتظر !».