بدأ حوالى 6,7 ملايين صربي التصويت لاختيار نوابهم في انتخابات تشريعية مبكرة، يتوقع ان يفوز فيها المحافظون بفضل نجاحهم في اطلاق مفاوضات الانضمام الى "الاتحاد الاوروبي". وان كان من الممكن طرح تساؤل ما، فإنه سيتمثل في الفارق الذي سيواجه به حزب التقدم الصربي خصومه، وهو التشكيل المؤيد لأوروبا بزعامة نائب رئيس الوزراء المنتهية ولايته الكسندر فوجيتش والذي يهيمن على الائتلاف الحاكم. وقال فوجيتش بعد الإدلاء بصوته "آمل ان تواصل صربيا مكافحة الفساد، وان تبذل جهودها لتحسين اقتصادها، وان تتمكن من زيادة فرص العمل. ولتحقيق هذا الهدف، فان اجراء اصلاحات موجعة امر ضروري، اصلاحات بنيوية، وتبني قوانين حساسة بحلول حزيران (يونيو)، تموز (يوليو)، قبل العطلة الصيفية". واعلن المتقاعد بوريفوي ميكيتش بعدما قام بواجبه الانتخابي "لا انتظر اي تغيير ملموس. لقد تم تنظيم كل ذلك على حساب الشعب مرة أخرى". وصربيا التي نبذت سابقاً بسبب دورها في النزاعات، التي تمثلت في التفكيك الدامي ليوغوسلافيا السابقة، نجحت في تخطي هذه الصورة. ومنذ وصولها الى السلطة في 2012، عملت حكومة حزب التقدم الصربي على تحسين العلاقات بشكل كبير مع اقليم كوسوفو الصربي سابقاً، إذ أعلنت الغالبية الالبانية استقلاله في العام 2008. وعلى الرغم من وضع اقتصادي صعب للغاية، فان حزب التقدم الصربي يحظى بنسبة 44 بالمئة من نوايا التصويت، وفق الاستطلاعات، اي ضعف ما حصل عليه في 2008. اما الحزب الاشتراكي، أبرز حليف له بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايفيكا داجيتش، فيحتل المرتبة الثانية مع 13,9 في المئة من نوايا التصويت. لكن شعبية الحزب الديموقراطي، ابرز قوة معارضة، تدهورت الى 11 في المئة في حين انه حصد ضعف هذه النتيجة في الانتخابات التشريعية في 2012 عندما ازيح من السلطة. وفي الاجمال، فان ستة تحالفات واحزاب ستتقاسم، وفق الاستطلاعات، المقاعد ال250 في البرلمان. واكد زعيم حزب التقدم الصربي الكسندر فوجيتش (44 عاماً) انه دعا الى "انتخابات مبكرة بهدف الحصول على اقوى دعم ممكن لتحويل صربيا الى دولة اوروبية حديثة". لكن الافاق الاقتصادية قاتمة في هذا البلد الذي يعد 7,1 ملايين نسمة وحيث البطالة تلامس 20,01 بالمئة من عدد السكان والعجز في الموازنة يفوق 7 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي للسنة الرابعة على التوالي. واقليم كوسوفو، الذي ترفض بلغراد بشدة الاعتراف باستقلاله، كان غائباً تقريباً عن المواضيع التي طرحت خلال الحملة الانتخابية التي تركزت على انهاض الوضع الاقتصادي. وفق محللين، فان فوجيتش، الذي كان في ما مضى احد اركان القومية الصربية المتشددة، وبات ملتزماً قلباً وقالباً بقضية الاندماج الاوروبي لبلاده، ويعتزم ايضاً الاستفادة من الدعم الكبير جدا الذي يتمتع به في صفوف الهيئة الناخبة بعد توقيف عدد من رجال الاعمال الفائقي الثراء في اطار مكافحة الفساد والجريمة المنظمة.