يعتبر تقبيل الأطفال من أكثر العادات الشائعة للتعبير عن الحب والحنان. لكن حديثي الولادة قد يتلقون أكثر من مجرد الشعور بالحب من قبلات الأهالي والضيوف، إذ تساعد هذه العادة في انتقال البكتيريا والفيروسات بسهولة إلى الطفل، نتيجة ضعف مناعته في المرحلة الأولى من حياته. ونقلت صحيفة "تليغراف" البريطانية تجربة أم أصيبت رضيعتها بتقرحات في شفتيها بعدما قبلها زائر للعائلة. وقالت كلير هندرسن إنها هرعت إلى المستشفى لفحص ابنتها، واكتشفت أن الأخيرة تعاني من "التقرحات الباردة"، وهي بثور مليئة بالسوائل تظهر نتيجة عدوى فيروس "الهربس البسيط" (اتش اس في 1) الذي قد يؤدي إلى تلف في الدماغ أو الكبد. واستطاع الأطباء علاج التقرحات من خلال إعطاء الرضيعة أدوية مضادة للفيروسات، بواسطة التنقيط، لمدة خمسة أيام. ونشرت هندرسن على حسابها في "فايسبوك" أن "على كل أم جديدة وامرأة حامل معرفة أن التقرحات الباردة يمكن أن تؤدي إلى وفاة الطفل"، محذرة من أنه "يجب عدم السماح لأي شخص بتقبيل رضيعك، خصوصاً على الفم، حتى لو لم يبد أن لديهم تقرحات". وأفادت "منظمة الصحة العالمية" بأن فيروس "اتش اس في 1" ينتقل عبر لمس المنطقة المصابة لدى شخص مريض، أو من خلال لعاب المصاب، حتى وإن لم تظهر أي تقرحات على شفتيه. وذكرت الصحيفة أنه لا ينصح بتقبيل الرضيع قبل مرور ستة أسابيع على ولادته، لحمايته من هذه الجراثيم، كما يجب التأكد من سلامة الزوار قبل اقترابهم منه، ومنعهم نهائياً من تقبيله على فمه. وشددت على أن التعامل مع الأطفال حديثي الولادة يتطلب أخذ الحيطة والحذر، لا سيما أنهم يكونون في هذه المرحلة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، واستقبال الجراثيم والفيروسات من محيطهم.