كان براندن رودجرز المدير الفني السابق لفريق ليفربول الإنكليزي قد وصل لتوه إلى «ميلوود» مكان تدريبات فريقه بعد التعادل مع الغريم التقليدي إيفرتون (1-1) على إستاد «غوديسون بارك» حتى تلقى المكالمة الهاتفية التي غيرت مجرى حياته وأعادته إلى الوراء أعواماً، فقد أُبلغ الخبر المنتظر بالاستغناء عن خدماته مديراً فنياً ل«الريدز». في الأجواء العادية فأن تلقي رودجرز اتصالاً من رئيس مجموعة فينواي مايك جوردون يعتبر عادياً لمناقشة التعادل والاستماع إلى أراء المدرب في عملية دفع الفريق إلى الأمام، لكن هذه المرة كانت الأمور مختلفة ولم تكن نتيجة اللقاء أمام «التوفيز» ستُغيّر القرار وإنقاذ المدير الفني، فالضغط كان يحاصره من كل مكان، فما أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة حتى كان مايك جوردون يجري الاتصال الموعود لإبلاغ الأرلندي الشمالي أن مجموعة فينواي قرّرت سلوك اتجاهات أخرى ما يعني نهاية المطاف. رودجرز بدأ الموسم بشكل مقبول بالفوز على ستوك سيتي ثم بورنموث، ثم تعادل مع أرسنال من دون أهداف على إستاد «الإمارات»، ثم جاءت مباراة وستهام يونايتد على إستاد «أنفيلد رود» لتطرح علامات استفهام كثيرة، إذ سقط ليفربول بثلاثية نظيفة كانت الأولى لوستهام في ملعب خصمه منذ عام 1963. بعدها تراجعت النتائج بشكل كبير واحتاج الفريق لركلات الترجيح للتخلّص من كارسلي في «الليغ كاب»، وفي 26 أيلول (سبتمبر) الماضي فاز بشق الأنفس على أستون فيلا (3-2)، في هذا اليوم تحدث رودجرز عن مؤامرات تحاك ضده و«هيستيريا» غير مبررة تحيط بالنادي ومركزه تحديداً، مشيراً إلى أن هناك مجموعة لا تريده في النادي منها لاعبين سابقين في الفريق. على كل حال المسافة من «غودسون بارك» إلى «أنفيلد رود» ليست أكثر من أربعة أميال فقط، وخلال العودة بعد المباراة لم يكن معظم لاعبي ليفربول يعلمون بأن مدربهم صار من الماضي، حتى أن عدداً منهم لم يعلموا بقرار الإقالة إلا عندما أعلن النادي على موقعه الرسمي أن براندن رودجرز لم يعد المدير الفني للفريق. مُلّاك النادي أكدوا أن البحث جار عن مدرب لخلافة رودجرز، وهم أصلاً خاضوا التجربة نفسها عام 2012 حين أقالوا كيني دالغليش ووضعوا لائحة من 12 اسماً لاختيار واحداً منها، وضمّت آنذاك الهولندي فرانك دي بوير والبرتغالي أندريه فيلاش بواش والإسباني روبرتو مارتينيز الذي شوهد يحتسي القهوة مع مالك ليفربول جون هنري في ميامي، كما كان اسم الألماني يورغن كلوب في اللائحة لكنه أصدر بياناً في ذلك الوقت مشيراً إلى عدم رغبة بالتدريب في إنكلترا، عندما كان لا يزال على رأس الجهاز الفني لفريق بوروسيا دورتموند. كلوب الآن يريد الوظيفة وينافسه عليها الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي شوهد في لندن يوم (الأحد) الماضي، لكن يبدو أن القرار سيُتّخذ في الوقت المناسب وأنه من المؤكد أن المدرب الجديد سيقود ليفربول خلال رحلته يوم 17 من الشهر الجاري إلى لندن لمواجهة توتنهام على إستاد «وايت هارت لاين». جماهير ليفربول وقعت في غرام يورغن كلوب حتى قبل أن يأتي، وهذا ما بدا جلياً من خلال التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم يعتقدون أن تجربته مع دورتموند ستساعده في «أنفيلد رود» حيث يعج الفريق باللاعبين الشبان، على عكس أنشيلوتي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات فهو يحب العمل مع الأندية الجاهزة.