أعادت مسرحية «لا شغلة ولا مشغلة» الحراك الثقافي المسرحي في منطقة تبوك للواجهة مرة أخرى بعد غياب، إذ احتضن مسرح قاعة الملك عبدالعزيز للنشاط الثقافي بمدينة الملك عبدالعزيز العسكرية ليل أول من أمس عرضها لأهالي المنطقة. وشهد العرض المسرحي الذي قدمته لجنة الفنون المسرحية في فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في منطقة تبوك حضوراً لافتاً من أبناء المرابطين على الحد الجنوبي ونخبة من الأدباء والفنانين المسرحيين ومتذوقي الفن المسرحي. وشدد رئيس فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة تبوك ماجد العنزي على إتاحة الفرصة لأكبر حضور من أبناء المرابطين على الحدود من رجال القوات المسلحة بالمنطقة، لإضافة جو من المتعة والترويح على نفوس أولئك الأبناء والترفيه الهادف، ودعماً من الجمعية ل«عاصفة الحزم»، من خلال المجال الثقافي والفني، مشيراً إلى أن المسرح يمثل فضاء إبداعياً فنياً ممتعاً للجميع من خلال مساهمته في معالجة القضايا الاجتماعية والفكرية. وأضاف أن «فنون تبوك» ستكون حاضنة لاستيعاب كل المواهب الشابة من المبدعين والمبدعات في جميع المجالات الإبداعية. وبعد ذلك، بدأت مشاهد وفصول المسرحية التي اعتمدت على القالب الكوميدي لاستعراض بعض القضايا الاجتماعية، إذ ناقشت خطر إهمال الأبناء وتركهم عرضة لآفة المخدرات، كما تناولت المسرحية بعض السلوكيات الاجتماعية السلبية عبر قالب كوميدي مشوق. وقال ماجد العنزي ل«الحياة»: «فصول هذه المسرحية الاجتماعية تضمنت عدداً من المشاهد التي تؤكد على الدور الكبير لجنودنا البواسل في الذود عن حدود الوطن»، لافتاً إلى أنها تأتي ضمن فعاليات لجنة المسرح المدرجة للعام الحالي، مؤكداً فتح المجال لجميع مواهب المنطقة لنثر إبداعاتهم ومواهبهم فوق خشبة المسرح. بدوره، أوضح الممثل وليد العواد أن دوره في المسرحية يهدف إلى توجيه رسالة لبعض الآباء بالمساواة الدائمة بين أبنائهم والسماع لكل منهم، «وأجسد أيضاً دوري بأشياء نشاهدها في واقعنا بشكل كبير، مثل استغفال عقول أبنائنا في هذا السن واستغلالهم لتنفيذ عمليات إجرامية». إلى ذلك، ذكر مؤلف المسرحية خالد النومسي، أن المسرحية تهدف إلى إيصال رسالة عن أضرار المخدرات و«داعش»، وإيجاد حلول لتلك المشكلات. وأضاف: «تطرقنا إلى أهمية المساواة الدائمة بين أبنائنا، والانتباه الشديد لهم، خصوصاً في هذه الأيام التي نمر بها، حتى لا يستغلون عقولهم واللعب بعواطفهم، وقمت بلفت انتباه الأب بمعرفة أين يذهب ابنه ومع من؟ حتى لا يستولي على عقله أحد المجرمين ويوقعه بأشياء لم يتوقعها».