شهدت العمليات العسكرية التي أطلقتها روسيا في الأراضي السورية منذ بداية الشهر الجاري مساندة واسعة من جانب وسائل الإعلام الروسية، في وقت أظهر استطلاع للرأي نشره «مركز ليفادا» الروسي المستقل، قبل أيام من العمليات، رفض 70 في المئة من المواطنين الروس دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد عسكرياً. وأشارت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية إلى أن «القناة الأولى» التابعة للحكومة، غطت انطلاق العمليات بشكل مكثف وتفصيلي، فيما أفاد موقع القناة بأن «الجيش الروسي كان صريحاً قدر الإمكان» مع نظيره الأميركي حول الضربات، لكن السلطات الأميركية قالت إنها لم تعط سوى ساعة واحدة لإخلاء طائراتها من المجال الجوي السوري قبل بداية الضربات الروسية. ونشرت قناة «روسيا اليوم» تقريراً يتحدث عن إطلاق وسائل الإعلام الغربية «حرباً إعلامية» ضد العمليات الروسية في سورية، مشيرة إلى أن الإعلام الغربي «كرر بسرعة المعلومات التي أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحدثت عن سقوط ضحايا مدنيين في القصف الروسي»، في وقت اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه المعلومات «هجوماً إعلامياً». وبثت القناة تقريراً آخر أكد فيه الكاهن ألارثوذكسي سيفولود تشابلن أن كنيسته تدعم العمليات العسكرية في سورية، مضيفاً أن «الدور الروسي في العالم يهدف دائماً إلى حماية السلام والعدل». وحذّرت قناة «سبوتنك» المملوكة للدولة المواطنين الروس من «المعلومات المشوهة والخاطئة»، داعية إياهم إلى التأكد من المصادر التي يحصلون منها على المعلومات. ولفت موقع «دايلي بيست» الإخباري الأميركي إلى أن اهتمام كبار المراسلين الروس تحول قبيل بدء الضربات الروسية في سورية من الحرب في أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. يذكر أن الجيش الروسي نشر أكثر من 50 طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للبحرية ومظليين ووحدات من القوات الخاصة في إطار العمليات التي يشنها في سورية ضد الفصائل المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في مدن سورية عدة منها إدلب وحماة وحمص. وفي سياق متصل، أكد مصدران لبنانيان الخميس الماضي وصول المئات من أفراد القوات الإيرانية إلى سورية في الأيام العشرة الأخيرة، للانضمام «قريباً» إلى القوات الحكومية السورية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني، إيذاناً بشن هجوم بري كبير بدعم من الطيران الروسي. وترفض روسيا الاتهامات الموجهة إليها بعدم استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «لا دليل على المعطيات التي تفيد بأن الضربات لم تستهدف تنظيم داعش»، مضيفاً أنه لم يتلق «أي معلومات عن وقوع ضحايا مدنيين نتيجة القصف، إذ ان الطيران الروسي يسعى جاهداً لتنفيذ ضربات محددة الأهداف».