اختار الإماراتيون نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي من بين 329 مرشحاً ومرشحة، وتركوا للحكومة تعيين 20 عضواً آخرين يمثلون الإمارات السبع، في إطار مفهوم «التمكين السياسي» القائم على التدرج المحسوب الذي أطلقه رئيس الدولة عام 2005. وأُجريت عملية الاقتراع في 36 مركزاً انتخابياً، وسط حملة إعلامية مكثفة، ما رفع من إقبال الناخبين (وعددهم 184 ألفاً و616 مواطناً ومواطنة) على الاقتراع. وأكدت اللجنة، أن عمليات فرز النتائج بدأت فور انتهاء الاقتراع، وستمتد فترة الطعون في نتائج الفرز منذ صباح اليوم وحتى السادس من تشرين الأول (أكتوبر)، ويكون رد اللجنة على الطعون في السابع والثامن من الشهر، بينما يتم اعتماد القائمة النهائية للفائزين في 11 من الشهر ذاته، في حالة عدم وجود انتخابات تكميلية. واعتبر نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته مركز اقتراع في دبي، الانتخابات الحالية بأنها «تجربة ديموقراطية ناجحة، أثبت من خلالها المواطنون والمرشحون مسؤولية وطنية صادقة ونزيهة». ولوحظ وجود مهم للمرأة في الانتخابات الحالية، سواء لجهة الترشيح أو الاقتراع أو المتطوعات في العملية التنظيمية. وبلغ عدد المرشحات 76 امرأة، على رغم أن نسبة النساء تقارب 22 في المئة من أعضاء المجلس الوطني، وهي النسبة الأعلى للمرأة مقارنة بالدول العربية الأخرى. واعتمدت الإمارات منذ عشر سنوات برنامجاً وطنياً لانتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني من جانب لجنة انتخابية يتم تحديد أعضائها من جانب الإمارات السبع، بعدما كانت الحكومة تعين أعضاء المجلس منذ تأسيس الدولة عام 1971. وسبق أن اعتمدت التجربة الجديدة في دورتي 2006 و2011. وتراهن دولة الإمارات على نجاح هذه الدورة الانتخابية الحالية، من خلال رفع نسبة المشاركة إلى 50 في المئة، على أقل تقدير، بعدما فشلت الدورتان السابقتان في استقطاب عدد كبير من المقترعين. وأشار عضو اللجنة العليا المنظمة للانتخابات أحمد بن حميدان، إلى أن الإمارات عملت في هذه الدورة على تجنب الأخطاء التي حدثت سابقاً، بهدف «تشجيع المواطنين على الانتخاب، لأن ارتفاع نسبة المشاركة من أهم الرهانات على نجاحها». وتم اعتماد نظام الصوت الواحد عوضاً عن 4 أصوات للناخب الواحد، كما كانت الحال سابقاً، الأمر الذي يعطي الناخب فرص التركيز على مرشح واحد، كما سهلت الإجراءات. وسمحت اللجنة المنظمة، للناخبين باصطحاب الأطفال لزرع ثقافة الانتخابات في مختلف شرائح المجتمع «الفتي» الذي كان في السابق يسمع عن الانتخابات في البلدان الأخرى عبر وسائل الإعلام، وفق ما قالت عضو اللجنة التنظيمية فاطمة المري. وأتيح لأعضاء الهيئات الانتخابية الموجودين خارج الدولة فرصة الاقتراع في السفارات، يومي 20 و21 أيلول (سبتمبر) الماضي، وفرصة الاقتراع المبكر لمدة ثلاثة أيام للنساء وكبار السن من 28 إلى 30 أيلول. وامتدت عملية التصويت أمس على مدى 12 ساعة، من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساءً، وبدأ بعد ذلك الفرز الإلكتروني قبل إعلان النتائج.