قوبل الإعلان امس، عن فوز مرشح حزب «روسيا الموحدة» الحاكم بمنصب محافظ مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود ، بانتقادات واسعة واتهامات بالتزوير والتلاعب بالبطاقات الإنتخابية لفرض مرشح السلطة. وأثارت النتائج الأولية لعملية الإقتراع التي أجريت الأحد ، موجة انتقادات عنيفة من كل الأحزاب التي شارك ممثلوها في إنتخابات المدينة، واعتبر بعض المراقبين أن إنتخابات عمدة سوتشي غدت «الأسوأ في تاريخ الإستحقاقات الإنتخابية» لجهة عدد الشكاوى والإعتراضات التي قدمت عليها إلى لجنة الإنتخابات المركزية. وكانت اللجنة أعلنت أمس، بعد فرز نحو 80 في المئة من بطاقات الإقتراع عن فوز أناتولي باخوموف مرشح حزب السلطة بنسبة بلغت 77 في المائة من الأصوات، في حين حل أناتولي نيمتسوف مرشح تجمع «ساليدارنوست» (تضامن) اليميني المعارض ثانيا بحصوله على نحو 15 في المئة من الأصوات ، وحل مرشح الحزب الشيوعي ثالثا بحصوله على أقل من ثمانية في المئة. وفور الإعلان عن النتائج الأولية سارعت المعارضة بشقيها اليميني واليساري إلى رفضها بقوة. وأورد مراقبون أشرفوا على عمليات الإقتراع تفاصيل عن عمليات تزوير وإنتهاكات واسعة وقعت في غالبية الدوائر الإنتخابية في المدينة، علما بأن إنتخابات محافظ سوتشي تحظى بإهمية خاصة هذا العام لأن المحافظ الجديد الذي يشغل منصبه لفترة خمس سنوات ، سوف يشرف على إنفاق موازنة هائلة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات للتحضير لاولمبياد الألعاب الشتوية في سوتشي في العام 2014. وقالت رابطة حماية حقوق الناخبين (غولاس) إنها تلقت عشرات الشكاوى التي لا يمكن وصفها بأنها مخالفات عادية. كما نقلت صحيفة «نوفاي إزفيستيا» عن مراقبين أشرفوا على الإنتخابات تفاصيل من داخل مراكز الإقتراع، وقالت إن بعض الناخبين إضطر إلى دفع مبالغ مالية لقاء الإدلاء بصوته، فيما قال مراقبون إنهم سجلوا قيام أشخاص بالتصويت لعدة مرات ببطاقات هوية مختلفة. وأيضا سجل مراقبون شكاوى تقدم بها ناخبون فوجئوا في المراكز الإقتراعية بأن «هناك من صوت نيابة عنهم». وبحسب المراقبين فإن أوسع عمليات الإنتهاك وقعت عند إحصاء بطاقات التصويت المبكر الذي جرى في المراكز المختلفة بنسب راوحت بين 11 إلى 25 في المئة في بعضها، ما منح مجالاً واسعاً لتبديل النتائج الحقيقية كما قال أحد المراقبين. اللافت أن هذه المرة الأولى التي تكون فيها النتائج المعلنة بعيدة جداً عن نتائج الإستطلاعات الأولية التي يجريها المراقبون على أبواب المراكز . وقال المرشح اليميني نيمتسوف إن الإستطلاع الأولي دل إلى تقدم مرشح السلطة بنسبة 46 في المئة في مقابل 35 في المئة حصل عليها نيمتسوف، ما يعني أن هذه النتيجة كان يجب أن تسفر عن جولة إنتخابية ثانية. وشن الشيوعيون أيضا هجوما عنيفا على النتائج المعلنة وإعتبروا أن سوتشي «لم تشهد إنتخابات بل عملية تعيين وإنزال من الأعلى» بحسب بيان تم توزيعه، وإنتقد بقوة ما وصف بأنه «مثال ساطع على الديموقراطية الموجهة التي يقوم الكرملين بتطبيقها في روسيا».