دانت دول عربية ومنظمات إقليمية ودولية الأعمال الاستفزازية التي مارستها سلطات الاحتلال الإسرائيلية قبيل الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية في أيلول (سبتمبر) الماضي، في باحة المسجد الأقصى، في القدسالمحتلة. وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت باحات المسجد الأقصى بعد صلاة الفجر يوم 13 أيلول بأعداد كبيرة، وأطلقت الرصاص المطاطي لإخلائه من المصلين وتأمين دخول المستوطنين اليهود، قبل ساعات من بدء الاحتفال ب«عيد رأس السنة العبرية»، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح. وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن قلقه البالغ إزاء الاستفزازات وأعمال العنف التي وقعت في الأماكن المقدسة في البلدة القديمة في القدس وما حولها. وحضّ الجميع على القيام بدورهم لضمان التزام الزائرين، والمصلين ضبط النفس واحترام قدسية المنطقة. وقال نيكولاي في بيان صحافي إنه «على القادة السياسيين والدينيين العمل ضد المتطرفين الذين يقوضون سيادة القانون». وشجّع الجميع على «التصدي بحسم لممارسة العنف والتحريض عليه، خصوصاً أثناء هذه الفترة الحساسة التي تشهد أكثر الأيام قدسية لدى اليهود، وأيضاً عيد الأضحى لدى المسلمين». من جهة ثانية، دان وزراء الخارجية العرب خلال الدورة العادية 144 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة «اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين المسجد الاقصى». وحذّر الوزراء العرب في بيان إسرائيل من «مغبة تماديها في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم، من خلال استكمال خطتها العدوانية وغير القانونية الرامية إلى تغيير الوضوع القانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة تهويده وتطبيق تقسيمه زمانياً ومكانياً، والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره». من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين»، مشدداً على أن «القدسالشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أعلن في 8 أيلول (سبتمبر) الماضي، حظر «جماعة المرابطون» التي تضم نساء ورجالاً يتصدون للزوار اليهود. وقالت «المرابطة» خديجة خويص بعدما مُنعت من دخول المسجد، ووقفت أمام باب يؤدي إليه: «اليوم نجحوا في تحويل الأقصى إلى منطقة خالية من المسلمين». وكان الرئيس محمود عباس اتهم إسرائيل بالسعي إلى تقسيم المسجد «زمانياً ومكانياً»، مؤكداً أن هذا الأمر «لن يمرّ». ونقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا) عن وزارة الخارجية الفلسطينية قولها في بيان إن «الحملة العسكرية المنظمة التي قامت بها أجهزة الاحتلال بمشاركة وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئييل، من حزب البيت اليهودي، وبحماية مكثفة من قوات الأمن، تهدف إلى جعل التقسيم الزماني أمراً واقعاً مستمراً، وتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصى». وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنه «سيتم التحرك على الأصعدة كافة للتصدي لأي عمل عدواني يقوم به المستوطنون أو قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى المبارك». ودعت الحكومة الأردنية نظيرتها الإسرائيلية إلى «التوقف عن استفزازاتها، ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة». وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي للحكومة محمد المومني إن «الحكومة الأردنية تدين اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك ومحاصرة المصلين، وتعبر عن رفضها المطلق لهذه الأعمال». ونقلت «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا) عن المومني تحذيره من «استمرار محاولات تغيير الأمر الواقع من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، خلافاً للقانون الدولي والإنساني». وطالب الحكومة الإسرائيلية ب«التوقف عن استفزازاتها واقتحام الحرم القدسي الشريف ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة». وأكد المومني ضرورة «الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدسالشرقية وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس ورعايتها».