طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا أمانو أمس، ان ايران غير متعاونة مع الوكالة في شأن ملفها النووي، مشيراً في الوقت ذاته الى ان اقتراح تبادل الوقود الذري لا يزال قائماً، في وقت انتقدت طهران «تخلف» واشنطن وبرلين وباريس عن تنفيذ عقود نووية مبرمة معها، قبل الثورة عام 1979. وأشار أمانو في افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة ال35، إلى الرسالة الخطية التي تسلمها من إيران في 18 شباط (فبراير) الماضي، وأبدت خلالها استعدادها لشراء الوقود النووي الذي تحتاجه لمفاعل طهران للبحوث الطبية، أو إجراء تبادل على أراضيها ليورانيوم منخفض التخصيب، في مقابل يورانيوم عالي التخصيب. وقال إنه «يتابع الطلب الإيراني، والاتصال مع الدول المعنية في هذا الشأن قائم في إطار النظام الأساسي للوكالة». لكن الغرب كان رفض طلب إيران. وأضاف ان المشروع الذي عرضته الوكالة في تشرين الأول (أكتوبر) لتبادل الوقود النووي، «لا يزال على الطاولة»، موضحاً ان الاقتراح قُدم «لضمان مواصلة نشاطات مفاعل طهران للبحوث، ما سيساهم في إيجاد أجواء ثقة». وزاد ان «الوكالة تواصل التحقق من عدم تحويل وجهة استخدام المواد النووية في إيران، لكن لا يمكنني التأكيد على ان كل المواد النووية تُستخدم لأهداف سلمية، لأن إيران لم تبد التعاون الضروري». وقال: «أطلب من إيران اتخاذ خطوات في اتجاه التطبيق الكامل لاتفاق الضمانات (النووية مع الوكالة)، وواجباتها الأخرى، بوصفها مسألة ذات أولوية بالغة». وكان أمانو اعرب في تقريره الأول حول الملف النووي الإيراني، والصادر في 18 شباط( فبراير)، عن مخاوف «من احتمال وجود نشاطات سابقة او حالية لإيران غير معلن عنها، لتطوير شحنة نووية لصاروخ». ورد أمانو على انتقادات وُجهت إلى تقريره، وما تضمنه من سرد مفصل ومسهب لتطورات البرنامج النووي الإيراني، قائلاً ان التقرير «أطول من تقارير سابقة، لأنني أردت ان يكون تقريري الأول مستقلاً» ويتضمن كل المعلومات المرتبطة بالملف. وهذا اول اجتماع يعقده مجلس محافظي الوكالة برئاسة امانو، منذ خلف المدير العام السابق للوكالة محمد البرادعي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وعشية بدء اجتماعاته، وجهت ايران رسالة مفتوحة الى مجلس محافظي الوكالة تشير الى «تخلف» الولاياتالمتحدةوفرنساوألمانيا عن تنفيذ عقود مبرمة مع طهران في المجال النووي، قبل الثورة عام 1979. وطلبت ايران من محافظي الوكالة ان «يأخذوا في الاعتبار» أثناء تقويمهم، «المطالب المشروعة» لطهران في الملف النووي. وتحدثت ايران عن مشكلة «ثقة» حيال الدول الكبرى، لرفض اقتراح تبادل الوقود النووي. وذكّرت إيران في الرسالة التي نشرتها وكالة أنباء «فارس»، بخلافها مع الولاياتالمتحدة حول عقد أُبرم قبل الثورة مع شركة «اي ام اف» لتزويد مفاعلها في طهران بالوقود. وجاء في الرسالة ان «الإدارة الأميركية جمّدت تسليم هذا الوقود الذي كان يُفترض ان يحصل عام 1980، ورفضت ان تعيد الى ايران مليوني دولار كانت دفعتهما الى شركة أي ام اف». وتشير الرسالة الى رفض ألمانيا في الفترة ذاتها توفير الوقود لمفاعل بوشهر النووي التي أوقفت شركة «سيمنس» الألمانية بناءه بعد الثورة. وذكّرت ايران بخلافها مع كونسورتيوم «يوروديف» الأوروبي الذي يتخذ فرنسا مقراً له، والذي لا تزال تمتلك 10 في المئة من أسهمه. وتمت تسوية الجزء المالي من هذا الخلاف مع باريس عام 1991، لكن الرسالة تعتبر «من الغريب جداً» ان «ايران التي منحت قرضاً (ليوروديف) بقيمة بليون دولار، لم تتمكن من الحصول على اي خدمة لمفاعليها في طهران وبوشهر». في غضون ذلك، أعدت دول مجموعة عدم الانحياز التي تشكل نحو ثلث أعضاء مجلس المحافظين، بياناً دعت فيه الى «احترام رغبة الدول وقراراتها، بما في ذلك تلك التي تتخذها إيران، في مجال الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية». وانتقد البيان «ابتعاد» أمانو في تقريره، عن اللغة التي كان ينتهجها البرادعي. في جنيف، أعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع الوكالة. وقال: «تعاونا تعاوناً كاملاً مع الوكالة، وهذا التعاون سيتواصل. ورحبنا دائماً بالمفاوضات والمحادثات وشجعناها». الى ذلك، أعلن قائد سلاح الجو الإيراني حسن شاه صفي قرب اختبار جيل جديد من قنبلة ذكية تزن ألفي رطل. ونقلت وكالة «فارس» عن شاه صفي قوله: «أُنتجت القنبلة الذكية قاصد-1 زنة ألفي رطل على نطاق واسع، ووُضعت تحت تصرف سلاح الجو، وستُختبر نسختها الجديدة قريباً». وأضاف: «قاصد-2 أبعد مدى وأكثر دقة وتتمتع بقوة تفجيرية أكبر من النسخة الأقدم» التي اختُبرت للمرة الأولى عام 2006. واعتبر ان منظومة الصواريخ الأميركية في دول المنطقة والخليج «غير فاعلة».