طهران، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - لوّح «الحرس الثوري» أمس، بقطع إمدادات الطاقة عن أوروبا، مهدداً بأن الصواريخ الإيرانية قادرة على ضرب أعداء البلاد وفي أي مكان. يأتي ذلك عشية بدء اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم، برئاسة مديرها العام الجديد الياباني يوكيا امانو، لمناقشة تقريره حول الملف النووي الإيراني. واستبق مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي اجتماع الوكالة، محملاً الولاياتالمتحدة وحلفاءها مسؤولية تقرير امانو الذي أعرب عن خشيته من احتمال سعي طهران إلى إنتاج أسلحة نووية. وانتقد خامنئي «طريقة عمل» الوكالة، مشيراً إلى أن «بعض ممارساتها وتقاريرها تبيّن عدم استقلاليتها». وقال: «على الوكالة الذرية ألا تتأثر بأميركا أو بدول أخرى مثل بريطانيا وإسرائيل التي تروج لأكاذيب، لأن مثل هذه القرارات الأحادية تقوّض الثقة بالوكالة وبالأمم المتحدة، ما يضرّ كثيراً بمكانة هذه المؤسسات الدولية». واعتبر أن «الثورة الإسلامية أوجدت منطقاً وسياسة جديدة في مجال العلاقات الدولية، وهي سياسة مواجهة نظام الهيمنة»، منتقداً «السياسات الغربية البالية والتي تعود إلى القرون الماضية». في غضون ذلك، استبعد ديبلوماسيون مقربون من الوكالة أن يصدر مجلس محافظي الوكالة الذي يستمر اجتماعه أسبوعاً، توبيخاً لإيران بسبب نشاطاتها النووية، على رغم اللهجة القاسية التي استخدمها امانو في أول تقرير له حول هذا الملف نُشر في 18 شباط (فبراير) الماضي. وقال ديبلوماسي أوروبي: «التقرير أكثر وضوحاً وصرامة في نبرته من التقارير التي أعدها (المدير العام السابق للوكالة محمد) البرادعي. سيقدم (أمانو) ملخصاً بلهجة التقرير ذاتها ليس إلا». لكن تقرير امانو قد يمهد الطريق لفرض عقوبات جديدة على إيران. وقال ديبلوماسي غربي إن «المسألة أصبحت الآن في يد (مجلس الأمن) في نيويورك، وليس في يد الوكالة»، مضيفاً أن «تقرير امانو ونقاش المجلس في شأنه، سيشكلان أساساً لمزيد من المشاورات في نيويورك». في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء «فارس» عن حسين سلامي نائب قائد «الحرس الثوري» قوله خلال اجتماع مع محاربين قدامى ومتطوعين في كرمان ان «إيران تملك 50 في المئة من الطاقة في العالم، وإذا قررت ذلك، سيكون على أوروبا أن تمضي الشتاء في البرد». وأضاف: «صواريخنا قادرة الآن على استهداف أي مكان يتواجد فيه المتآمرون، والبلاد تحقق إنجازات في كل المجالات». على صعيد الوضع الداخلي، انتقد علي سعيدي ممثل خامنئي في «الحرس الثوري»، حسن الخميني حفيد الإمام الراحل، والذي يؤيد المعارضة، معتبراً ان موقفه معارض ل «النظام والمرشد». وندد بما سماه «الصمت ذا المغزى» لحسن الخميني بعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، لافتاً إلى أن ذلك أثار «شكوكاً وتساؤلات» في أذهان عناصر «الحرس» وميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس)، إزاء حفيد الإمام. كما انتقد امتناع الخميني عن حضور أداء الرئيس محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية لولاية ثانية. على صعيد آخر، أعلنت جماعة «جند الله» السنّية أنها عيّنت الحاج محمد ضاهر بلوش زعيماً جديداً لها بعد اعتقال السلطات الإيرانية مؤسسها عبد الملك ريغي الأسبوع الماضي، مؤكدة أنها «ستواصل طريق الجهاد حتى آخر نقطة دم». في الوقت ذاته، قال وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي ان «أي جهاز استخبارات في العالم، لم يتعاون مع إيران في القبض على ريغي»، معتبراً ان الحديث عن تسليم باكستان ريغي إلى إيران «كذب ولا أساس له». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فرأى في اعتقال ريغي «رسالة واضحة إلى أميركا كي لا تستخدم الزمر الإرهابية»، داعياً «بعض دول المنطقة إلى أن تعيد حساباتها»، محذراً من أن «استخدام أساليب مماثلة، ممكن للجميع».