«الحمدلله رب العالمين، رضي عنا ربنا، ورضي عنا والدنا»، بهذه الكلمات المكسرة المختلطة باللغتين العربية والبنغالية، عبّر الأخوان زاكر ونعيم عن سعادتهما بالإنجاز الذي حققاه، بعد أن تمكنا أخيراً من تحقيق مراد والدهما المتوفى قبل ثلاثة أعوام، والذي كان أبدى رغبته مراراً في ذهابهم إلى المشاعر المقدسة لاستكمال مسيرته التي بدأها قبل 10 أعوام لخدمة الحجاج. وقال التوأمان ل«مدرسة الحياة»: «كان والدنا محمد الله دائماً ما يحثنا على عمل الخير، ويحرضنا على التوجه إلى الحج معاً لاستكمال مشواره الذي بدأه منذ أكثر من 10 أعوام، إذ كان يعمل في المشاعر المقدسة في شكل موسمي، للتنظيف، قاصداً بذلك وجه الله تعالى، وليس لغرض التكسب». وإذ يحفظ زاكر القرآن كاملاً ويعلمه لأبناء الحي الذي يقطنه في بنغلادش، يعتبر خدمة الحجاج أفضل وأولى، وخصوصاً أن صيت والده ذاع في الحي بسبب ذلك، ويقصده الناس ليسمعوا منه قصص الحج. ويتحدث التوأمان عن عملهما بفخر واعتزاز، ويعدانه من أفضل الأعمال عند الله، «لكون إماطة الأذى من طريق واحد صدقة، فما بالك في إماطتها عن أطهر بقاع الأرض وعن ملايين الحجاج، كم حسنة تكسبها وتحصدها في هذا العمل؟». وتمنيا أن يكمل ابناؤهما المسيرة. ويؤكد نعيم أنه سيحتفظ ببدلته التي خدم بها الحجاج وسيسلمها إلى ابنه، لتحرضه على الإقدام على هذا العمل، ولتستمر ذريته على هذا العمل «المشرف». ويوضح التوأمان أنهما يحتفظان بصور كثيرة في هاتفيهما المحمولين، باللباس المخصص لعمال النظافة، وسيقومون بطباعتها وبروزتها على جدران منزلهما، إذ أنها «بمثابة أكبر وأهم وسام» حصلا عليه، و«أفضل وظيفة» عملا بها. وعند سؤالهما عن ما يتقاضيانه مقابل عملهما، يشددان على أنهما جاءا الى هنا للتطوع وليس لكسب المال، وأن ما يأخذانه شيء يسير، ويقولان: «يكفينا أن يتكفلوا بإطعامنا وتنقلنا وإسكاننا، وعندما تغادر إلى بلادنا، يكون لدينا ما نشتري به هدايا لأسرنا».