دبي - أ ف ب - أعلنت شرطة دبي أمس ان تقارير الطب الشرعي اظهرت ان القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح خدّر بمادة «سكسينيل كولين» قبل قتله خنقاً في احد فنادق الإمارة الشهر الماضي. وقال بيان نشر على موقع الشرطة ان منفذي الاغتيال استخدموا هذه المادة التي تعرف باسم «سوكساميثونيوم كلورايد» لتخدير المبحوح الذي عثر عليه جثة هامدة في غرفته الفندقية في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وأضاف ان المادة «تستخدم في مراحل التخدير الكلي (العام) لما لها من مفعول سريع يؤدي الى ارتخاء العضلات ويسبب فقدان الوعي لمدة محددة». وأكد نائب قائد شرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة في البيان ان «السيناريو الذي اعده الجناة هو حقن المغدور به بهذه المادة، وبعد ذلك خنقه بطريقة تبدو فيها الوفاة طبيعية، (ولا) تظهر علامات للمقاومة من جانب المجني عليه قبيل موته». ونقل البيان عن خبير السموم في الادارة العامة للادلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي ان المبحوح «حقن بهذه المادة التي استطاع خبراء السموم اكتشافها في جسم المبحوح قبل أن تختلط مع باقي المواد في جسمه»، وذلك عبر «فحوص واجراءات استمرت شهراً كاملاً». وما تزال قضية اغتيال المبحوح تتفاعل على المستوى القضائي بموازاة كشف تفاصيل إضافية عن جواز السفر الألماني الذي استخدم في عملية الاغتيال من جانب عميل إسرائيلي. اذ نقلت مجلة «دير شبيغل» عن مصادر مطلعة «وجود شعور لدى المسؤولين الألمان بأن إسرائيل أساءت إليهم». وقالت إن النيابة العامة في كولونيا لم تعد تحقق فقط في موضوع تزوير جواز سفر ألماني، بل فتحت تحقيقاً ضد مجهول يشتبه في ارتكابه جريمة قتل أيضاً، فيما فتحت النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه تحقيقاً ثانياً عن قيام مشتبه بهم ب «نشاطات استخباراتية» في ألمانيا يمنعها القانون. ويتعلق الأمر بدرجة أولى بالمدعو ميشائيل بودنهايمر الذي يقول انه ولد في إسرائيل عام 1967 وتقدّم العام الماضي بطلب إلى المكتب الإداري الاتحادي للحصول على جواز سفر ألماني بهذا الاسم، مضيفاً أن والديه ألمانييْن هربا من الملاحقة النازية لليهود. وفي 18 حزيران (يونيو) عام 2009، حصل المذكور فعلا على جواز السفر من السلطات الألمانية المختصة. كما ان الأمر يتعلق أيضا بعميلين آخرين على الأقل استخدما بدورهما مطار فرانفكورت. وكشفت المجلة أن «موساد» استخدم جواز السفر الألماني قبل أشهر من تصفية المبحوح، مشيرة إلى أن المحققين الألمان تأكدوا من أن بودنهايمر سافر في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) السنة الماضية من فرانكفورت إلى دبي، ومنها إلى هونغ كونغ، وهي الطريق ذاتها التي عاد وسلكها الشهر الماضي بعد اغتيال المبحوح. وأضافت أن بودنهايمر لم يأت وحده إلى دبي في تشرين الثاني الماضي، وأن شرطة الإمارة كشفت 9 عملاء جاؤوا إليها معه وسلكوا الشهر الماضي بصورة لافتة، الوجهات ذاتها بعد الاغتيال. وذكرت أن الألمان يرون في عملية «موساد» «إساءة بالغة» للجهود التي بذلوها مع إسرائيل و «حماس» في صفقة لإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت.