كركوك - أ ف ب - يراهن الأكراد في محافظة كركوك على طبيب أعصاب أميركي من اصل عراقي للفوز في الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 آذار (مارس) المقبل والتي تعد خطوة مهمة على طريق تحقيق حلمهم بضم هذه المدينة الغنية بالنفط الى اقليمهم. ووصل الطبيب نجم الدين كريم (61 سنة) الى كركوك منذ شهرين قادماً من واشنطن، حيث ترك زوجته وابناءه الثلاثة، ليستقر في مقر للرئيس العراقي جلال طالباني وسط حماية أمنية مشددة. وقال انه «ناضل للعودة الى احضان اقليم كردستان». وهو يرأس حالياً قائمة «التحالف الكردستاني» التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني والديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني. وأوضح الطبيب الذي حصل على شهادته من جامعة الموصل (شمال) قبل ان يهاجر الى الولاياتالمتحدة عام 1975، ان مشروعه الطموح ينص على «منح العرب منصب نائب رئيس الاقليم والتركمان منصب نائب رئيس وزراء الاقليم وإعطاء وضع خاص للمدينة على ان يتم الحاقها بإقليم كردستان». وأشار الى ان ذلك سيمنح «العرب والتركمان وضعاً افضل الف مرة مما هو عليه الآن، لأن صوتهم سيكون مسموعاً لدى قادة الإقليم». وتبريراً لاختيار كريم المهاجر الذي غادر البلاد منذ 35 سنة رئيساً للقائمة يقول المحلل السياسي الكردي خباب عبدالله ان «هذا المرشح حليف مخلص لطالباني ودليل (للتواصل) مع الولاياتالمتحدة اضافة الى كونه يمثل شخصاً توافقياً بالنسبة للحزبين اللذين يمثلان مركز الثقل للتحالف الكردستاني». لكن رافع المرسومي وهو محلل سياسي من عرب كركوك يرى ان هذا الطبيب «مقرب من الأميركيين وهو رجل سياسي له ثقله لدى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يمر بأزمة حالياً، لكنه لا يملك قاعدة جماهيرية». واذا ما رحب الاكراد بمشروعه من المتوقع ان يواجه كريم برفض باقي مكونات المدينة التي ارتفع عدد سكانها من 850 الفاً الى مليون و400 الف خلال السنوات السبع الماضية بعد وصول 92 الف عائلة كردية لمواجهة سياسية تعريب كركوك التي اتبعها الرئيس السابق صدام حسين. فالتركمان الذين اعتبروا وصول هؤلاء الاكراد الى المدينة «عملية غزو»، يرون انهم السكان الاصليون لها مع المسيحيين، ويؤيدون بقاء كركوك مرتبطة بالحكومة المركزية شأنهم في ذلك شأن «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يشدد على ضرورة ان تبقى كركوك ضمن المحافظات العراقية. وفي هذا الإطار أبدى النائب المنتهية ولايته عمر الجبوري رئيس «القائمة العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، استغرابه طروحات نجم الدين كريم. وقال ان «شخصاً مثله بامكانه وضع مهاراته الطبية في خدمة وطنه بدلاً من الذهاب الى مشروع التقسيم»، في اشارة الى مطالبة الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان. إلى ذلك، يرى عمر كهية عضو قائمة «الائتلاف الوطني العراقي» ان كريم «يتصرف بطريقة منحازة» إلى الأكراد الذين يأملون في حصد غالبية المقاعد ال13 المخصصة للمدينة. بدوره، أكد الشيخ خيري العاصي عضو لائحة «ائتلاف دولة القانون» ان «لا احد يستطيع ان يفرض برنامجه (الانتخابي) علينا، ولا يمكن الحاق كركوك بإقليم كردستان وستبقى محافظة عراقية». ولد كريم في كركوك وتخرج في كلية الطب في الموصل عام 1966 وعمل طبيباً في مستشفى كركوك عام 1972 والتحق بالحركة الكردية وعمل مع البشمركة عام 1972. وزار الولاياتالمتحدة برفقه الملا مصطفى بارزاني، الزعيم التاريخي للأكراد عام 1975 والتحق بجامعة جورج واشنطن.