يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع أكثر من 100 قائد دولة في الأممالمتحدة اليوم (الثلثاء) لتوسيع الحملة بقيادة بلاده ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على رغم خطة روسيا المقابلة. ودعيت روسيا إلى المشاركة في قمة مكافحة الإرهاب التي تعقد قبل يوم على استضافة موسكو اجتماعاً خاصاً لمجلس الأمن حول الملف نفسه، في حدثين يبرزان الخلافات الحادة في النهج الذي يتبعه البلدان. ويأتي الاجتماع بعد يوم على جدال اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص الأزمة في سورية في خطابيهما في الأممالمتحدة، علماً أن الرئيس الأميركي أكد استعداده للعمل مع روسيا وإيران لإنهاء النزاع المستمر منذ أربع سنوات. ودعا بوتين بعدما أرسل قوات وطائرات مقاتلة الى سورية الى «تحالف موسع» لمكافحة المتطرفين، وحذر من أن استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من هذه المعركة سيشكل «خطأ فادحاً». وتجري قمة مكافحة الإرهاب بعد عام على خطف أوباما الأضواء في اجتماع الأممالمتحدة السابقة، عندما تعهد بسحق «داعش»، وناشد الدول الانضمام الى الولاياتالمتحدة في الحملة. وسيناقش القادة ال 104 مكافحة المقاتلين الأجانب ومواجهة التطرف العنيف، فيما تشير التقارير الى استمرار توافد المقاتلين إلى سورية والعراق. وأفادت الاستخبارات الأميركية بأن حوالى 30 ألف مقاتل أجنبي توجهوا إلى العراق وسورية منذ العام 2011، وسعى الكثير منهم إلى الانضمام الى التنظيم المتطرف، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون إلى صحيفة «نيويورك تايمز» نهاية الأسبوع الماضي. ونفذ التحالف أكثر من خمسة آلاف غارة استهدفت مواقع التنظيم في العراق وسورية، فيما انضمت فرنسا الى الحملة في سورية الأسبوع الجاري. وأنشأت وزارة الدفاع الأميركية إلى جانب الغارات الجوية على أهداف للتنظيم، برنامجاً بقيمة 500 مليون دولار أميركي لتدريب معارضين سوريين «معتدلين». لكن هذا التكتيك باء بالفشل بعد إعلان الوزارة أن عشرات المقاتلين فقط خضعوا للتدريب وأن بعض هؤلاء سلموا أسلحتهم الى «جبهة النصرة». وأصرت واشنطن على رحيل الأسد من السلطة شرطاً مسبقاً لأي تسوية للنزاع، فيما لينت القوى الأوروبية موقفها مشيرة الى إمكان بقائه للعب دور انتقالي. ويستضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداً اجتماعاً لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، يتوقع أن يذكي الجدل حول الطريق قدماً في سورية. ووزعت روسيا مسودة بيان على أعضاء المجلس ال 15، تأمل بإقراره في الاجتماع، لكن الولاياتالمتحدة رفضت العبارات التي تربط مكافحة الإرهاب ب «الدول المتضررة». وصرح مسؤول في الخارجية الأميركية أن البيان «قد يُفهم على أنه مصادقة على مقاربة ربما تؤدي الى انتكاسة في جهود التوصل الى حل سياسي تفاوضي في سورية».