يؤكد مواطنون في منطقة جازان، أنهم يعانون لتوفير أدوية ودماء لأبنائهم المصابين بأمراض دم وراثية، بسبب سوء الخدمات الذي يقدمها مركز أمراض الدم الوراثية في المنطقة، وقلة الكوادر الاختصاصية والطبية فيه. وقالت أم زكريا ل«الحياة»: «تبدأ معاناتي عندما يحتاج أطفالي الأيتام إلى نقل دم، فلا أجده متوافراً في المركز، الذي يطلب مسؤولوه مني توفير متبرع، لأن الأكياس الموجودة لديهم هي لحالات الطوارئ». وذكرت أم محمد التي يعاني أربعة من أطفالها من أمراض دم وراثية، أن المشكلة لا تقف عند أكياس الدم فقط، بل في عدم توافر دواء «الأكسجد» الذي يحتاجه المصابون بتكسير الحديد. وأشارت إلى أن الحرب على المتسللين ساعدت في توفير أكياس دم كثيرة، لكن بعد انتهائها عاد هاجس البحث عن المتبرعين والدواء إلى الواجهة. وذكر أبو خالد الذي يعاني ابنه من المرض، أن خدمات المركز باتت سيئة جداً، إذ لا يوفر ما يحتاجه المصابون من أدوية وأكياس دم. واتهم إدارة المركز بالمحسوبية «لا يجد الدواء إلا من لديه من يساعده، أما الأسر التي لا يوجد لديها دعم، فلا تجد من ينصفها». من جهته، أكد الوكيل المساعد للطب العلاجي عقيل الغامدي ل«الحياة»، أن التموين الطبي سيتابع أي نقص ليتم توفيره في المركز، مشيراً إلى أن من خطط الوزارة توفير جميع الأدوية، التي يحتاجها المرضى في جميع مستشفيات الوزارة، إضافة إلى تأمين لجان متخصصة، لمتابعة البرامج وتخفيف أعباء المرضى. يذكر أن «الحياة» خصصت ندوة للمصابين بأمراض دم وراثية، طالب المشاركون فيها بتشكيل لجنة لرصد مخاطر زواج المصابين بأمراض الدم الوراثية من وجهة نظر علمية ورفعها إلى هيئة كبار العلماء للبت فيها، وتوحيد جهود القطاعين الحكومي والأهلي، لتوفير كل ما يحتاجه مرضى الدم الوراثي، ودعم إنشاء مراكز مستقلة لعلاج مرضى الثلاسيميا والأنيميا المنجلية.