تونس - رويترز - تحتفل الدورة 27 من معرض تونس الدولي للكتاب هذا العام بمئوية ميلاد علي الدوعاجي أحد أبرز الوجوه الادبية والاعلامية في تونس خلال النصف الاول من القرن العشرين. وافتتحت الدورة 27 من المعرض يوم الجمعة الماضي، بمشاركة أكثر من ألف دار نشر من 35 دولة وتستمر حتى الثالث من ايار (مايو). وأقيم أول من أمس لقاء فكري عن أدب وابداع الدوعاجي الذي يعتبر من بين رموز الادب والشعر في تونس. وقال وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي، ان تكريمه ضمن معرض الكتاب «يندرج في اطار تكريم تونس لكل أجيال المبدعين المتميزين من ابنائها وحفاظها على ذاكرة من وهبوا ملكاتهم وجهودهم واعمالهم لإثراء المدونة الثقافية الوطنية وتغذيتها». واضاف انه «لعب دوراً ريادياً في رسم ملامح الثقافة التونسية وتثبيت اركانها خلال النصف الأول من القرن العشرين». وقال بو بكر بن فرج مدير المعرض ان الدوعاجي «مبدع استثنائي قدم لتونس الكثير شعراً وادباً وصحافة ومسرحاً». والدوعاجي الذي ولد في باب سويقة في العاصمة في الرابع من كانون الثاني (يناير) 1909 وتوفي في 27 ايار (مايو) 1949 شاعر وكاتب صحفي وادبي متميز ساهم في إثراء الحركة في البلاد في النصف الأول من القرن العشرين مع مجموعة من المثقفين عرفوا بجماعة «تحت السور». عرف الدوعاجي باسلوبه المتفرد في الكتابة وبالسخرية والتهكم في مرحلة تاريخية مهمة كانت خلالها تونس ترزح تحت وطأة الاستعمار الفرنسي. ومن أزجاله المعروفة قوله «الناس تعشق وانا نغني... الناس تفرح وأنا نهني». كما اكتسب الدوعاجي موهبة اخرى وهي الرسم الكاريكاتيري. وخلال اللقاء الفكري الذي اقيم في قصر المعارض بالكرم وحضره عدد من رجال الفكر والفن والاعلام، قال الاديب عز الدين المدني ان الدوعاجي اختار اسلوباً متفرداً يجمع بين الهزل والجد في كتاباته الصحفية من خلال جريدته الخاصة (السرور) التي ظهر اول عدد منها عام 1936 . وقال الناقد والمفكر ساسي حمام ان للدوعاجي عدداً من التمثيليات الاذاعية تجاوز 100 تمثيلية اضافة الى اشعاره التي غناها فنانون مشهورون مثل الهادي الجويني والصادق ثريا وحسيبة رشدي وفتحية خيري. ويكرم المعرض الروائي السوداني الطيب صالح، اضافة الى الاحتفاء بمدينة القدس كضيف شرف. يستضيف المعرض كتّاباً وشعراء من فلسطين من بينهم زكريا محمد واحمد دحبور ونظمي الجعبة. ويشارك فيه 1067 دار نشر من 35 دولة، وسيحضر عدة كتاب معروفين من بينهم رشيد بوجدرة من الجزائر، ومكاوي سعيد من مصر، وحيدر حيدر من سورية، وزينب حفني من السعودية، اضافة الى عتيق رحيمي من افغانستان الحاصل على جائزة جونكور في فرنسا عام 2008 .