سانتياغو، طوكيو، سيدني، واشنطن - أ ف ب، رويترز - ضرب زلزال عنيف تشيلي حيث خلف عشرات القتلى أمس، كما أدى إلى إطلاق إنذار باحتمال حصول مدّ بحري «تسونامي» في بلدان المحيط الهادئ، خصوصاً بعد أن ضربت موجة تسونامي بعلو 2.34 م مدينة تالكاهوانو الساحلية التشيلية. وسجل الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجات بحسب أجهزة رصد الزلازل الأميركية في المحيط الهادئ قرب السواحل التشيلية. وأكد مركز الإنذار بحدوث تسونامي في المحيط الهادئ أن «دراسات مستوى البحر أظهرت ان تسونامي يتشكل (...) وقد يكون مدمراً على طول السواحل القريبة من مركز الزلزال ويهدد مناطق ساحلية أبعد». وأضاف المرصد أن على السلطات المحلية «أن تتصرف في شكل مناسب» لمواجهة هذا الخطر. وأطلقت السلطات الأميركية إنذاراً بتسونامي في تشيلي والبيرو فيما وسعت اليابان إنذارها ليشمل مناطق شاسعة مطلة على الهادئ. كما شعر سكان الأرجنتين بالهزة. كما وضعت السلطات الأميركية أيضاً كولومبيا وبنما وكوستاريكا والقطب الجنوبي والإكوادور تحت المراقبة. كما وسعت حالة التيقظ لاحتمال حدوث تسونامي في أرجاء أميركا الوسطى وبولينيزيا الفرنسية. وحدد مركز الزلزال الذي سجل عند الساعة 3.34 (6.34 ت غ)، على بعد 99 كلم إلى جنوب غرب مدينة تالكا التشيلية (1.5 مليون نسمة) و117 كلم إلى شمال كونسيبسون في تشيلي أيضاً، بحسب المرصد الجيولوجي الأميركي الذي أوضح أن الزلزال سجل على عمق 35 كلم، وعلى أثره ضربت ثلاث هزات ارتدادية قوية تشيلي، أعنفها بقوة 6.9 سجلت قبالة السواحل التشيلية بعد ساعة ونصف من الهزة الأولى، وقبلها سجلت هزة ارتدادية بقوة 6.2 إلى شمال غربي تالكا، وأخرى بقوة 5.6 حدد مركزها في المحيط الهادئ إلى شمال غربي مدينة تيموكو. وهو أعنف زلزال منذ زلزال وقع قبالة جزيرة سومطرة الاندونيسية بلغت قوته 9.1 درجات وتسبب بتسونامي هائل في كانون الأول (ديسمبر) 2004 في جنوب شرقي آسيا خلف أكثر من 220 ألف قتيل. كما يُعد أعنف من الزلزال الذي ضرب جزيرة هايتي في 12 كانون الثاني (يناير) الماضي، وأودى بحياة 222 ألف شخص على الأقل. وتقع العاصمة التشيلية سانتياغو على مسافة 325 كلم إلى شمال شرقي مركز الزلزال. وغرقت المدينة التي كان عدد كبير من سكانها لا يزالون مستقيظين في الظلام، فيما ارتجت المباني وانقطعت الاتصالات الهاتفية. وأشارت أجهزة الإغاثة إلى أن القتلى سقطوا ضحايا انهيارات أبنية لكن عدداً كبيراً أيضاً سقط بسبب إصابتهم بأزمات قلبية. وقد خرج التشيليون مذعورين الى الشوارع بعضهم في لباس النوم فيما كانت مجموعات من الشبان تخرج من النوادي الليلية. وقدّر شهود مدة الهزة بدقيقتين، وأكدوا سقوط جسور وتضرر طرق. كما أشاروا إلى نشوب حريق في مصنع للمواد الكيميائية شمال العاصمة. وأغلق المطار لمدة 24 ساعة على الأقل بسبب الأضرار التي لحقت بمبنى الركاب. ودعت الحكومة التشيلية والسلطات الوطنية للإغاثة السكان للبقاء في منازلهم. وأعلن ناطق باسم «كوديلكو» أكبر منتج للنحاس في العالم أن الشركة علقت موقتاً العمل في منجميها «التنينتي» و «أندينا» اللذين انقطعت الكهرباء عنهما بعد الزلزال. إلى ذلك، أطلقت اليابان إنذاراً باحتمال حصول تسونامي على سواحلها الأخرى على المحيط الهادئ، على ما أعلنت أجهزة الأرصاد الجوية اليابانية، ثم ما لبثت أن رفعته. وسجل أمس زلزال بقوة 7 درجات قبالة جزيرة اوكيناوا بجنوب الأرخبيل الياباني، أعلن عنه المعهد الجيوفيزيائي الأميركي. ووقع على عمق 22 كلم وحدد مركزه على مسافة 81 كلم إلى شرق وجنوب شرقي مدينة ناها في الجزيرة. وفي أستراليا، أصدر مكتب الأرصاد تحذيرات بحرية تشمل منطقة تمتد من شمال سيدني مباشرة إلى شمال برزبين مباشرة، وهي منطقة تضم منتجعات عدة، «بعدما أقفلت العديد من المنتجعات. وقال المكتب أكدت محطات مراقبة مستويات البحار أن موجة مدّ عاتية تتشكل». وحذر المكتب من أمواج خطرة محتملة ومن تيارات قوية في المحيط ومن «فيضانات مركزة على الساحل مباشرة». كما حذر السكان من التوجه إلى الشواطئ لمشاهدة أمواج المد العاتية. ونصح أصحاب السفن بالعودة إلى البر وتأمين سفنهم أو أن يبقوا على الشاطئ حتى إشعار آخر. كما صدرت تحذيرات أخرى لجزيرتي نورفولك ولورد هاو الواقعتين قبالة الشاطئ. من جهة أخرى، شمل التحذير سواحل جزر هاواي. وورد في نشرة لمركز الأرصاد الأميركي: «يجب اتخاذ إجراء عاجل لحماية الأرواح والممتلكات. الشواطئ في خطر بصرف النظر عن اتجاهها».