واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - أعلن الجنرال بن هودجز، قائد العمليات العسكرية في جنوبأفغانستان، أن القوات الأجنبية العاملة تحت القيادة الأميركية أنهت المعارك الرئيسية التي خاضتها في إطار عملية «مشترك» في منطقة مرجه بولاية هلمند (جنوب)، لكنه أبدى اعتقاده بأن القوات لا تزال تحتاج الى أسابيع عدة للسيطرة على القرى البعيدة في المنطقة، مشيراً الى أن معظم مقاتلي الحركة قتلوا أو اندسوا بين السكان لدى بدء العملية بمشاركة 15 ألف جندي أفغاني وأجنبي في 13 الشهر الجاري. وقال في مقابلة أجرتها معه في قندهار محطة «بي بي أس» التلفزيونية الأميركية: «ستحدث معارك متفرقة في بعض المناطق الصعبة، حيث لا تزال توجد بعض المعاقل. واعتقد على رغم ذلك أن معظم العمليات القتالية الرئيسية انتهت»، علماً أن العلم الأفغاني رفع في مرجه الخميس الماضي، للتعبير عن الانتصار على «طالبان». ووصف داوود احمدي الناطق باسم حاكم ولاية هلمند الوضع في مرجه بأنه «طبيعي، لكن الألغام والقنابل اليدوية الصنع لا تزال تطرح مشكلة وتهديداً كبيرين». وتعتبر عملية «مشترك» الأوسع التي تشنها القوات الأجنبية بقيادة أميركية ضد «طالبان» منذ أن اجتاحت هذه القوات أفغانستان نهاية 2001 اثر هجمات 11 أيلول (سبتمبر). وهي جزء من الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقضت بإرسال 30 ألف جندي إضافي الى أفغانستان، فيما حددت موعد بدء سحب القوات الأميركية بحلول تموز (يوليو) 2011، حين يتوقع أن يكون لدى أفغانستان 287 ألف جندي ورجل شرطة مدربين لتولي مسؤولية الأمن في البلاد. وكان مسؤول أميركي كبير أعلن أول من أمس أن عملية «مشترك» في مرجه ليست إلا «مقدمة تكتيكية» للهجوم على قندهار، ثاني أكبر المدن الأفغانية والمقر الثقافي للبشتون، وشكلت مهد حركة «طالبان» التي فرضت نهجاً متشدداً من الإسلام على البلاد بين عامي 1996 و2001. وأضاف: «قندهار ذات أهمية أكبر على الصعيد الاستراتيجي وتشكل في الواقع القاعدة الخلفية لحركة طالبان وعاصمتها، وهدف الولاياتالمتحدة هو إحلال أمن شامل للسكان في المدينة». وفي لندن، توقع قائد القوات البريطانية الجنرال ديفيد ريتشاردز تراجع حدة الحرب في أفغانستان العام المقبل، موضحاً انه يتوقع انسحاب القوات البريطانية من هذا البلد خلال خمس سنوات «بعد إنجاز تدريب القوات الأفغانية ودعمها». وأضاف في تصريحات أدلى بها لصحيفة «ديلي تلغراف»: «بلغت قوات التحالف منعطفاً في المعركة ضد طالبان، بفضل الهجوم الحاسم الذي تشنه على منطقة مرجه التي سيطر عليها المتمردون في جنوبأفغانستان». وتحدث عن «مؤشرات إيجابية» جداً خلال العملية بينها وضع مدينة مرجه تحت سلطة الحكومة وإجبار مقاتلي «طالبان» على التراجع، مؤكداً أن «طالبان» بدأت تدرك انها يمكن أن تخسر هذه الحرب، و «لم يكن ذلك رأيها كذلك قبل سنة». وينتشر حوالى عشرة آلاف جندي بريطاني في أفغانستان، وقتل 266 منهم في أفغانستان منذ 2001.