اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان إسرائيل تحاول من خلال تهديداتها وتضخيم ما تعتبره أخطاراً من إيران وسورية أو لبنان التملص من الضغوط الدولية عليها للسير بالمبادرة العربية للسلام وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم. وأعلن سليمان في كلمة له في موسكو التي أنهى أمس زيارة رسمية لها وعاد الى بيروت، عن اتفاق للتعاون العسكري مع روسيا. وقال ان لبنان بلد مسالم لا يفكر في مهاجمة أحد لكن ينبغي أن يقدر على الدفاع عن النفس ويتصدى للأعداء وخصوصاً إسرائيل. وأكد الرئيس اللبناني، في حديث صحافي، أنه يجري البحث مع المسؤولين الروس في إمكان استبدال طائرات عمودية بطائرات «ميغ 29» التي سبق لموسكو ان قدمتها الى لبنان العام الماضي، معتبراً ان قرار روسيا إهداء هذه الطائرات للبنان كسر الحصار التسليحي غير المعلن عليه، مشيداً بمساعدات موسكو للجيش وبدورها في السعي الى السلام في المنطقة. وذكر المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية عن نتائج محادثات سليمان في موسكو انه «متابعة للملف العسكري بين الجانبين، وبناء على طلب الجانب اللبناني الذي قام بدراسات تقنية تتعلق بالهبة الروسية المقدمة لسلاح الجو، وافقت السلطات الروسية على استبدال طائرات «ميغ 29» بطوافات عسكرية من طراز «مي 24» المتطورة والتي تعتبر من أهم الطوافات العسكرية في الصناعة الروسية، وذلك لسدّ حاجة الجيش الملحة لهذا النوع من المروحيات خصوصاً مع تزويدها بصواريخ خاصة بها». وكان الجانب اللبناني استند في طلبه الى دراسة كانت أجرتها قيادة الجيش عن طائرات ال «ميغ»، وتبين فيها ان الحاجة الملحة للجيش في الوقت الراهن هي للطوافات العسكرية المجهزة بصواريخ ووسائل قتال دفاعية متطورة. وأكد سليمان ان تهديدات إسرائيل للبنان تهدف الى إحداث فتنة في الشارع اللبناني. وشدد، في كلمته أمام الجالية اللبنانية في موسكو ليل أول من أمس، على «اننا مصرون على الإصلاح حتى يستحي من لا يريده»، مؤكداً أن لا رابط بين خفض سن الاقتراع وبين استعادة الجنسية. وفيما يغادر رئيس الحكومة سعد الحريري غداً الى قطر في زيارة للقاء أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الحكومة حمد بن جاسم آل جبر، ينكب مجلس الوزراء في جلسة استثنائية اليوم على إنجاز إقرار الإصلاحات على قانون الانتخابات البلدية في صياغتها النهائية التي سيعرضها وتتناول ما سبق ان نوقش وأقر في الكوتا النسائية الى خفض مدة ولاية المجالس البلدية من 6 الى 5 سنوات واعتماد النسبية والسماح للموظفين بالترشح... وضم وزير الداخلية زياد بارود في مسودته تطبيق المادة المتعلقة بإنشاء هيئة الإشراف على الانتخابات التي تشكلت في قانون الانتخابات النيابية، على الانتخابات البلدية نفسها، وهي المعنية بمراقبة الإنفاق الانتخابي ومدى مراعاة المرشحين في الحملة الانتخابية للقوانين. وكان وزراء اعترضوا على تكليف الهيئة الإشراف على الانتخابات البلدية نظراً الى كثرة المرشحين قياساً الى الانتخابات النيابية وبالتالي الحاجة لتوسيع جهازها الإداري لتتمكن من متابعة الحملات الانتخابية. وعلمت «الحياة» أن بارود ضمن الصياغة النهائية موضوع هيئة الإشراف على الانتخابات بعد تشاوره مع أعضائها على أمل توسيع جهازها البشري. ولم تستبعد مصادر وزارية أن يعاد النقاش حول موضوع الهيئة. وقالت مصادر وزارية إن فريق رئيس الحكومة وحلفائه سيؤكدون موافقتهم على الإصلاحات التي تتضمنها مسودة بارود بعد أن كانوا صوتوا لمصلحتها في جلسات سابقة. واستبعدت مصادر وزارية متعددة أمس ل «الحياة» أن يطرح أي فريق خلال الجلسة فكرة تأجيل الانتخابات البلدية التي ترددت كثيراً في الإعلام من دون أن يجرؤ الفرقاء الذين يفضلون التأجيل على المجاهرة بها علناً. إلا أن إقرار مجلس الوزراء صياغة بارود للإصلاحات سيتبعه إحالتها على المجلس النيابي لمناقشتها وإقرارها قبل حصول عمليات الاقتراع في أيار (مايو) المقبل. على صعيد آخر أكد مصدر أمني أن عدد الموقوفين للاشتباه في اشتراكهم في شبكات تجسس لمصلحة إسرائيل بلغ ستة أشخاص خلال أسبوع، في 4 مداهمات منها توقيف مشتبه به في بلدة الماري جنوب لبنان أول من أمس، كما أفادت وكالة «رويترز». وذكرت مصادر أمنية ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أوقفت أمس اثنين من المشتبه بهم في شمال لبنان. وذكرت قناة «المنار» التابعة ل «حزب الله» ان الموقوفين في الشمال جودت. خ وسمعان. س. وأولهما مصنف بأنه لعب دوراً مهماً في التجسس لمصلحة إسرائيل. كما أوقفت مديرية المخابرات أحد المشتبه بهم في الجنوب. وكان فرع المعلومات في قوى الأمن أوقف مشتبهاً به في بلدة الحدث في ضاحية بيروت.