طغت تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد في دمشق أمس التي تزامنت مع إنهاء الجيش الإسرائيلي أمس تدريباً واسعاً لقيادات هيئة الاركان العامة، حاكى سيناريوهات حرب محتملة وعمليات عسكرية مختلفة، على اهتمامات وسائل الإعلام العبرية التي تساءلت في عناوينها عما إذا كانت المنطقة عشية حرب جديدة. وتساءل معلقون بارزون عما إذا كانت رياح حرب تهب على الحدود مع لبنان مشيرين أيضاً إلى احتمال اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية على خلفية اتساع أعمال الاحتجاج الفلسطينية في مدينة الخليل في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية شمل الحرم الابراهيمي الشريف ضمن 150 موقعاً تراثياً يهودياً ستحظى بموازنات حكومية خاصة للترميم. وكتب يوأف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية أن الأجواء التي خيمت أمس "أوحت بأننا عشية حرب، فتصريحات الرئيسين الايراني والسوري أنهما مستعدان لمواجهة هجوم إسرائيلي، وإعلان الجيش الإسرائيلي أنه أنهى تدريباً واسعاً لقياداته الغرض منه تحسين الاستعداد للحرب، أوحت بتصعيد متوقع. وأضاف المعلق: "لكن لا بد من إطلاق صافرة تهدئة، لأنه ما من سبب يدعو الآن لاندلاع حرب، ولا توجد لأي طرف مصلحة حقيقية في حرب كهذه لإدراك الجميع أن السؤال في مثل هذه الحرب ليس من سيربح الحرب إنما من سيتكبد خسائر أقل". واستذكر المعلق تقديرات المخابرات الاستخباراتية الإسرائيلية بأن ثمة احتمالا منخفضاً لاندلاع حرب في العام 2010، لكنه أضاف مستدركاً، وعلى رغم أنه بهذا المنطق لا حرب وشيكة، "ثمة عدم يقين يخيم، مرده احتمال أن تغصب ايران حزب الله على فتح حرب مع إسرائيل، وهكذا تكسب الوقت وتمنع إسرائيل من مهاجمتها، إذ يكون سلاح الجو منشغلاً في منع وصول آلاف الصواريخ إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل". وتابع المعلق أن ثمة سيناريوهات أخرى قد تؤدي إلى اندلاع حرب مثل نقل أسلحة "مخلة بالتوازن" من سورية إلى حزب الله، أو هجوم أميركي أو إسرائيلي على ايران، سيقود حتماً إلى التصعيد في المنطقة، "وعليه وإذ لا تستبعد المخابرات أيا من السيناريوهات فإن الجيش يسرّع من تدريباته ويقوم بخطوات عدة في الجبهة الداخلية لتحسين جهوزيتها". وختم المعلق معرباً عن أمله في أن يتوافر لدى قادة إسرائيل أمران رئيسيان الأول أن تكون لديهم الحصافة السياسية والأمنية التي تمنع تدهور الأوضاع، والردع الذي يعتبر أساس وجودنا كدولة". من جهتهما، حذرت صحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"معاريف" في عنوانيهما الرئيس من اشتعال الأوضاع في الخليل "حيث الوضع على شفا الانفجار". وأفادتا بأن الجيش أعلن تأهباً في صفوفه لمواجهة احتمال اشتعال الوضع. وانتقد المعلق الأبرز في "معاريف"، بن كسبيت، بشدة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على عجزه في تأدية مهماته وتوفير الهدوء الأمني، فيما تساءلت المعلقة في "يديعوت أحرنوت" عن "جدوى" استفزاز الفلسطينيين في وقت تبحث إسرائيل عن سبل العودة إلى طاولة المفاوضات.