«اصبروا، واصبروا، ثم اصبروا»، هي الوصفة «السحرية»، التي قدمها أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، لمعالجة سكان مدينة الدمام، من «وجع الرأس» الناجم عما يواجهونه يومياً من معوقات في الطرق، بسبب تنفيذ المشاريع، وإغلاق طرق، وتعثر بعضها وإعادة تأهيل بعضها الآخر. وقال العتيبي في مؤتمر صحافي، عقده أمس، في مقر الأمانة: «إن الدمام شهدت نقلة نوعية في السنوات الخمس الماضية، وتحولاً جذرياً في مداخل المدينة، وتوسعة طرقها الداخلية، والإنارة، وإيجاد مُخططات سكنية». وذكر أن الأمانة «وضعت خطة لمعالجة وتصريف مياه الأمطار»، هدفها الرئيس محاولة تخفيض منسوب المياه عن مستوى المنازل، بنحو متر ونصف المتر، أو مترين»، مبيناً أن «هطول المطر يحدث في أيام قليلة، ما يجعل الهدف الثاني مهماً في مشروع تصريف مياه الأمطار». وأوضح أنه تم «تنفيذ 45 في المئة من المشروع. وتضم الدمام 20 محطة لتصريف مياه الأمطار، 17 منها تعمل، فيما البقية قيد التنفيذ»، مضيفاً أن «المحطات تعمل بطاقة 50 في المئة، لضخ المياه إلى البحر، في حال عدم وجود أمطار». وتوقع افتتاح نفق شارع الملك فهد، مطلع شهر آذار (مارس) المقبل، بعد مضي نحو عامين على إعادة تأهيله، مبيناً أن «الأخطاء التي صاحبت التنفيذ كانت أكثر من إعادة تأهيله، إذ شكلت لجنة لمحاسبة المقصرين على الأخطاء التي وقعت، وحمّل قرار اللجنة، المكونة من شركات عالمية متخصصة، المسؤولية للمقاول والموظفين والمسؤولين، كلاً بحسب وضعه». وأوضح أن اللجنة «توصلت إلى أن الخلل مُشترك، في التصميم والإشراف والتنفيذ، وحملوا كلفة إعادة تأهيل النفق كلاً بحسب مسؤوليته». وبين أن الأمانة «عملت على إيجاد محاور رئيسة للدمام، لفك الاختناق الذي يواجه الداخلون إليها»، مشيراً إلى أن الدمام قبل خمس سنوات، كانت «محاورها قليلة. ولم يكن إلا طريق الملك فهد في وسط الدمام، باتساع يبلغ 30 متراً». وأضاف «وضعنا خطة شمولية للمدينة كلها، لزيادة المحاور وعدد المداخل الرئيسة. وكنا في حاجة إلى فتح أربعة مداخل رئيسة من جهة الغرب، من بينها طرق الملك خالد، وشارع الملك سعود، والدائري الأول، وطريق الملك فهد». وقال: «إن طريق الأمير متعب (الدائري الثاني)، تم تصميمه منذ زمن. ولكن أدت خلافات في نزع الملكيات إلى تأخر العمل فيه. ولم ينجز من المشروع إلا تقاطع واحد، هو أبو بكر مع الدائري»، مضيفاً أن الأمانة قامت «بتصميم طريق الملك سعود، وتسليمه إلى وزارة النقل، التي تعمل على تنفيذه، ويتوقع افتتاحه مطلع شهر ربيع الثاني، بعد تأخير دام خمسة أعوام». كما واجهت الأمانة «إشكال نزع ملكيات في طريق الملك عبد العزيز، وتلقينا دعماً من إمارة الشرقية، بعد أن وصل الأمر إلى رفع قضية ضد الأمانة، ادّعى فيها صاحب المنطقة المنزوعة بالضرر، وبعد ثلاث سنوات جاء الحكم لصالح الأمانة، وبخاصة أن المشروع يقدم الصالح العام على الخاص. إلا أننا أعدنا التثمين، وسيتم افتتاحه قريباً». وحول الجسر الدائري، قال: «سلمنا التصميم إلى وزارة النقل»، موضحاً أن «كلفة الجسر تبلغ 150 مليون، ويجري العمل فيه». وأرجع سبب التأخر في إنجاز طريق الملك خالد إلى «مرور تقاطعه فوق ثمان خطوط صرف صحي، وأدى رفض المدير السابق لمصلحة المياه إلى المزيد من التأخير، وتفهم المدير الحالي الوضع، بعد أن اقتنع بالتصميم والتعديلات التي أجريت عليه»، مبيناً أن «أحد الخطوط تم الانتهاء منه، ويجري العمل الآن على الثاني». وتوقع الانتهاء من الشارع ال18 «بعد ستة أيام، إذ لم يتبق منه غير ثلاثة كيلومترات، إضافة إلى الانتهاء من مثلها من أصل أربعة في الشارع ال11، وستنفذ بعد أربعة أسابيع. فيما سيتم الانتهاء من أعمال الصيانة في امتداد شارع الملك فهد، مع المعجل خلال 40 يوماً»، مبيناً أن الطرق التي انتهى تطويرها، «حققت زيادة 35 في المئة من المواقف، ومسار واحد على أقل تقدير. كما تمت إضافة مسار إلى شارع الملك سعود». وأشار إلى أنه يتم حالياً «تنفيذ مئة مشروع في الدمام، بكلفة 600 مليون ريال، وتم الانتهاء من 40 في المئة من خطة المشاريع، بينها أربعة بكلفة 155 مليون ريال، إضافة إلى مشاريع من العام الماضي، إلا أن تنفيذها يتم بحسب الأولية لكل منطقة». وعزا التطوير إلى «القضاء على الظواهر السلبية في المدنية، مثل إزالة سوق الأغنام، والتشاليح، والكسارات، وردم المستنقعات»، مشيراً إلى الانتهاء من «إنارة 80 في المئة من شوارع الدمام والخبر. ونعمل على معالجة 25 تقاطعاً، وانتهينا من 50 في المئة منها، فيما يجري العمل على سبعة أخرى». وأكد العتيبي، أن الأمانة «تُنفذ حالياً، خطة إستراتيجية لحل مشاكل التلوث البيئي، ومعالجتها، من خلال مشاريع تجميل المدينة، والقضاء على مشاكل الإزعاج»، لافتاً إلى «إغلاق عدد من الأنشطة المُسببة للتلوث». وأضاف أن هناك «خطة للتعامل المباشر مع مراكز الأحياء، لتنفيذ عدد من المشاريع، وحل بعض المشاكل المتعلقة بها»، لافتاً إلى أنه تم «مخاطبة فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة، لتزويدها بأسماء وعناوين جميع المراكز». وشدد على أهمية دور وسائل الإعلام في «نشر الحقائق، والابتعاد عن الإثارات الصحافية المفتعلة وغير الصحيحة، والتأكد من نشر المعلومات والحقائق بكل وضوح وشفافية»، مشيراً إلى أن الأمانة تتعامل مع الجميع «بوضوح شديد. ولا تخفي الحقائق، وتعمل على محاسبة المقصرين، وبخاصة بعد إنشاء إدارة الجودة أخيراً، للتأكد من تطبيق معايير الجودة والمواصفات العالمية في جميع مشاريعها».